220 - هل بات جيش الفتح الآن هو الأمل .؟؟
7 / 5 / 2015
==========
جيش
الفتح أثبت جدارته في إدلب ، وفي جسر الشغور ، وهو جدير بأن يصاغ على
غراره عدد من الألوية ، يخصص كل واحد منها لفتح مدينة من المدن السورية ،
وتحرير كل موقع فيها ؟ على أن يكون لجميع هذه الألوية المتفرعة عنه قيادة
مشتركة ، تصدر عن رأي واحد . وخطة عسكرية يؤخذ فيها رأي جميع القادة .
ولكي
يستمر جيش الفتح يجب دعمه بالمال والسلاح والعتاد . ويجب تأمين أسر
منسوبيه ماليا . لكي يذهب المقاتل للقتال وهو قرير العين على اهل بيته
وابنائه .. وهذا يعني أن تخصص كل التبرعات لهذا الغرض .. فالجيوش تمشي على
بطونها .. والجائع لا يقاتل ، وإذا قاتل لا ينتصر ، لأنه سوف يقاتل للحصول
على ما يأكل ، لا لإعلاء كلمة الله .. كفانا نبدد تبرعات المحسنين هنا
وهناك . من غير تخطيط ولا دراسة . فالحرب ينبغي أن يخطط لها ، وأن يحسب
فيها حساب لكل صغيرة وكبيرة .. لا بد للجيوش من الإمداد والتمويل ، فهاتان
قضيتان أساسيتان في الحروب ، فلا قتال بدون ذخائر لقتل الأعداء وإرهابهم .. ولا قتال بدون تموين ، فالجيوش كما يقولون تمشي على بطونها .. ولنضرب لذلك بعض الأمثلة ، فبالأمثال تتضح الأحوال ..
نظام
الأسد مثلا ، تكفلت بإمداده وتمويله دول ، مما أمن له مواصلة القتال ،
فالذخائر غزيرة ، والأموال وفيرة ، وما زال هذا النظام يعطي شبيحته رواتبهم
دون انقطاع ، وما زال مستمرا في مواقعه الأساسية " دمشق – الساحل " لم
يتزحزح عنها ، رغم كل محاولات الثوار .
وتنظيم
داعش كذلك ، يتمتع بإمداد وتمويل عالي المستوى ، فالمقاتل فيه لا يفكر في
عدد الطلقات التي يرميها ، فالذخائر لديه أكثر من المطلوب بعشرة أضعاف ..
ثم إن المقاتل مع داعش يتقاضى ما بين 200 إلى 500 دولار شهريا .. لذلك بدأ هذا التنظيم بـ 7000 مقاتل ، وانتهى بثلاثة أضعاف ذلك على اقل تقدير ..
أما
الجيش الحر ، فحين انقطع عنه الإمداد والتمويل ، انفرط عقده ، وصار
المجاهد فيه بين خيارين ، إما أن يبقى في وحدته المقاتلة وتضيع أسرته ..
وإما أن يلتفت إلى أسرته ويخرج من صفوف المجاهدين ... وليس هذا وحسب ،
وإنما مر بعض ألويته بفترة انقطعت عنه الذخيرة تماما ، حتى صارت البندقية
في يد أحدهم أشبه بالعصا ، بل العصا خير منها ، لذلك اضطروا لبيع بنادقهم ،
وعبروا الحدود إلى تركيا ، ولحقت بهم أسرهم ، وهكذا تحول عناصر الجيش الحر
من أبطال خنادق إلى سكان مخيمات ..
إهمال
الجيش الحر فيما مضى ، هو الذي أقصى كل الضباط المنشقين ، وسمح لأن يحل
محلهم أمراء الحرب ، الذين ليس لديهم سوى الحماس للقتال ، مع الجهل التام
بالأساليب القتالية المفيدة .. وإهمال الجيش الحر ، هو الذي سمح لداعش أن
تتمدد ، وسمح لزمن المعركة أن يطول . وسمح لعدد ضحايانا أن يتضاعف ..
نحن
لا نتباكى على انفراط عقد الجيش الحر .. وإنما نبكي على أنفسنا لأننا حين
ضننا بالمال عن المجاهدين ، ألقينا بأيدينا إلى التهلكة ونحن لا ندري . وها
نحن إن نجونا اليوم من براميل النظام .. فلا ننجو من مفخخات داعش ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق