الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

26 - مجير أم عامرِ :

26 - مجير أم عامرِ :
رابط منتديات الثورة :
http://www.syria2011.net/t85744-topic#269046
بقلم : أبو ياسر السوري
29 / 10 / 2014
مثل تضربه العرب ، لكل من صنع معروفا لغير أهله .. وكان من قصة هذا المثل ، أن رجلا خرج للصيد ، فرأى ضبعا ، فهم بها ، فهربت منه الضبع .. وتبعها الصياد ، حتى أدركها وقد دخلت بيتا منفردا لصاحب شجر هناك .
فصاح الصياد : يا أهل البيت ، دخلت منزلكم ضبع كنت أطاردها .. فأخلوا ما بيني وبينها ، فإنها صيدي ..
فخرج إليه صاحب البيت والرمح في يده ، فقال له : الضبع الآن باتت في جواري ، ولا سبيل إليها .!!
قال الصياد : ولكنها ضبع غادرة ، لا تأمن على نفسك منها .!
قال : لا شأن لك بي .. الضبع في جواري ، وإياك أن تمسها بسوء .
لم يشأ الصياد أن يعطي الموضوع أكثر مما يستحق ، فترك صاحب البيت والضبع ، وقفل راجعا من حيث أتى ...
دخل صاحب البيت داره ، وأجال بصره فيها ، فرأى الضبع مقعية على استها في إحدى زاويا الدار .. فذبح لها أرنبا صغيرا من أرانب مزرعته ، وقدم لها اللحم ، فأكلت .. ثم قدم لها حليب الإبل فشربت ..
ومضى ذلك النهار .. وأقبل الليل بظلامه ، فآواهما المبيت معا في ذلك المكان الخالي .. وبعد هزيع من الليل ، أخلد الرجل إلى النوم ، وكان سعيدا بما صنع لذلك الحيوان الهارب من الموت .. فكان يستعيد في ذاكرته حسن صنيعه إليه ، حيث أنقذه من موت مؤكد على يد ذلك الصياد  .. ثم أطعمه ، وسقاه ، وآواه .. والكريم إذا صنع معروفا كافأه الله براحة نفسية ، وسعادة خفية .. لهذا نام الرجل وكأني به قد أغفى على أحلام سعيدة ، وسرور لا يحسه إلا أصحاب المعروف ...
نام الرجل ، وعلا شخيره ، وانتظمت أنفاسه ، وما إن أحست الضبع أنه قد نام ، حتى حركتها شهوة الافتراس إلى أكله ، فاقتربت منه رويدا رويدا .. وما إن رأت رقبته البيضاء ، لا يحجبها عن أنيابه شيء ، حتى انقضت عليه ، وغرزت أنيابها فيها ، فلم تمهله أن مات ، فبقرت بطنه ، فأكلته ومضت لسبيلها ..
فجاء ابن عم له يطلبه في الصباح ، فرآه بقيراً ،  فقص أثر الضبع ، فرآها فقتلها ، ثم قال :
ومن يصنع المعروف في غير أهلهِ : يلاقِ الذي لاقى مجيرُ آمِّ عامرِ
أعدّ لهــا لمّا اســـــتجـارت بـبـيـتـهِ : أحالـيـبَ ألـبانِ اللقـاح الــدرائرِ
وأســـــمنهـــا حتى إذا ما تـمـكـنـتْ : فـرَتْـــه بأنـيـابٍ لهــا وأظـافــرِ
فقل لذوي المعروف هــذا جـزاء من : يجـود بمعروف على غير شاكرِ
لنأخذ هذه القصة ، ونسقطها علينا نحن السوريين وعلى بيت الأسد .. جاء جد هذه العائلة بأسرته من أصفهان إيران ، فآويناهم ، واحتضناهم ، حتى جعلناهم حكاما علينا ، فسرقونا وظلمونا وقتلونا .. وكنا وإياهم تماما " كمجير ام عامر " ..
وكذلك يكافأ كل من اصطنع المعروف إلى لئيم ، قال بعض الحكماء : المعروف إلى الكرام يعقب خيراً ، وإلى اللئام يعقب شراً ، ومثل ذلك مثل المطر ، يشرب منه الصدف فيعقب لؤلؤاً ، وتشرب منه الأفاعي فيعقب سماً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق