الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

17 - مع الإخوةِ المعترضين على الطَّرحِ الطائفي

17 - مع الإخوةِ المعترضين على الطَّرحِ الطائفي
31 / 5 / 2012
1 - أشكرُ الإخوة والأخوات الذين تفضلوا بالردِّ على ما كتبتُ في مقالي ( نعم الإسلام يجيز لنا أن نهاجم النصيريين في قراهم ) وأخص بالذكر منهم : الأخت بنت الحرمين ، والأخ محمد رجب عفارة ، والأخ مؤيد الأحرار ، والأخت سورية حتى النخاع . أشكرهم لأنهم أولوا مقالي الاهتمامَ اللائق به ، فهو عندي من الأهمية بمكان ، وإن خالفني في الحكم عليه كلٌّ من الأخوين الكريمين : التلِّي ، وأبو الحمزة ... عفا الله عني وعنهما ..
2 – كنتُ أخذتُ العهدَ على نفسي ، أنْ لا أعودَ إلى الكتابة في هذا الموضوع مرة ثانية ، إلا إذا اضطُررتُ إلى الكتابة فيه ... ولكنني بعدَ اطلاعي على التعليقات المؤيّدة ، والردود المضادَّة ، تبيَّن لي أنَّ مَنْ وافقني كان أشدَّ حماساً مني لهذا الرأي ، المطروح على صفحة هذا المنتدى الكريم . وأنَّ مَنْ خالفني أساءَ فهمي ، وظن بي سوءاً ، لدرجة أنه ظن بي السوء ، واستباح شتمي .. وهو يعلم أن بعض الظن إثم ، وأن شتم المسلم فسوق ، وقتاله كفر ...
3 – أيها الأحباب ، بارك الله فيكم ، نحن جميعا شركاء في نضال مقدس ، من أجل استرداد حريتنا السليبة من مغتصبيها ... يعني – بكل بساطة – نحن نناضل من أجل أن نكون أحراراً ، وليكون من حقنا كأحرار ، أن نقولَ ما نعتقد أنه حق ، من غير حجر علينا ، ولا مصادرة على آرائنا .. وإذا بنا ونحن في مَعْمَعَانِ الثورة ، نُمنَعُ من إبداء آرائنا ، ونُهدَّدُ بحذفِ ما نكتبُ ، و نُعامَلُ بنفسِ الأسلوب الذي كان يعاملنا به النظام البائد ، فنُتَّهَمُ بالعمالة للنظام ، ونُشَبَّهُ بأخسِّ رجلين من عملائه : البوطي وحسون .. وهذا هو أسلوب النظام الذي نحاربه ، ونثور عليه ، ونضحي بالأموال والأولاد والأرواح للإطاحة به ، والتحرر من أغلاله ... فإن كان شرطُ النَّشرِ في هذا المنتدى الثوري ، أنْ لا أكونَ حرّاً في إبداء وجهة نظري ، فالله الغنيُّ عن الكتابة فيه ، لأنني لن أتردد في كتابة ما أعتقد أنه الصواب ، ولن ألزم أحداً من القراء برأيي ، فهم في قبوله أو رفضه بالخيار . ولكلٍّ وُجهةٌ هو مُوَلِّيها .
أما أنْ يَشْتُمَ بعضُنا بعضاً ، ويُخوِّنَ أحدُنا أخاه ، لأقل همسة ينبس بها المُخالِفُ ، فهذا شيءٌ لا يرضي ربَّنا ، ولا يَخدُم ثورتنا .. وينبغي أن نخرج من تلك الدائرة اللعينة ، التي حصَرَنا فيها النظامُ منذ أكثر من أربعين عاما ، كان فيها لا يبخل على مخالفيه ، بتهم الخيانة والعمالة والتجريم ...
4 – كانت غايتي الرئيسية ، من طرح هذا الموضوع ، أن أبين أن الإسلام لا يرضى للمسلمين أن يُعطَوا الدَّنِيَّةَ في دينهم باسم الدين ، فاللهُ تعالى يقول ( ولله العزةُ ولرسولِهِ وللمؤمنين ) .. ولكنني وجدت آراء تقول (لا) للطائفية باسم الدين ... وهذا خطأ . فقد حارب المسلمون طائفة الزنادقة ، وحاربوا طائفة المرتدين في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ، وحاربوا طائفة الخوارج .. وكان علي رضي الله عنه من أشد من حاربهم .
5 – الوضع في سوريا الآن مختلف ،  فالحكم فيها ليس إسلاميا ، وإنما هو مدني ، والتعامل بين أبنائها كان في الأصل قائماً ، على المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات ، وأن لا يعادى مواطنٌ مواطنا لخلاف بينهما في الدين ، وأن من يدعوا إلى التعامل مع غيره من السوريين على أساس طائفي ، يُحاسَبُ على ذلك محاسبةً قانونية ... هذا هو الحال في سوريا ، قبل عهد آل الأسد ... وإقامتهم حكما طائفيا ، دام أربعين سنة ، عانينا منه الأمرَّين ...
6 – إنَّ تَمَسُّكَ النظام بالطائفية ، حمله على تحويل الجيش ، وجهاز المخابرات بكل فروعه إلى الطائفية ، واختار النظام كل أفراد الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري تقريبا من الطائفة النصيرية ، أو الموالين لها من أراذل الطوائف الأخرى ، ثم عَمِلَ لهم غسيل دماغ ، فجعل ولاءهم للقائد الطائفي الرمز وليس للوطن .. وطبلت له الطائفة النصيرية وزمرت ، وعبدته من دون الله ، حتى لم تعد تتصور أن هنالك ربا إلا حافظ الأسد وأبناءه من بعده ... ومع كل الطائفية التي أخذ بها النظام الأسدي ، فقد كان يُخوِّنُ كل من تكلم في الطائفية ، ويتهمه بالعمالة لأمريكا وإسرائيل ... واحتملنا ذلك أربعين سنة .. ثم نفد الصبر ، وتفجر بركان الثورة . فماذا كان بعد قيام الثورة ..؟؟
7 – الذي كان يا سادة ، أن النظام بدأ يتعامل مع الثورة طائفيا ، فسرَّح الطيَّارين السُّنَّة ، واستعاض عنهم بطيَّارين من إيران .. وسرح كثيراً من ضباط السُّنَّة وأجلسهم في بيوتهم ، وعين مكانهم وكلاءهم من طائفته .. وقام بعمليات فرز خبيثة ، ففرز عناصرَ الجيش بحسب المدينة التي يسكنها العسكري ، فوجه أبناء حمص لقتل أبناء درعا ، وأبناء درعا لقتل أبناء حمص .. وأبناء حلب لقتل أبناء دير الزور ، وأبناء دير الزور لقتل أبناء حلب .. وهكذا ...
ثم قام النظام الطائفي بإجراءات عدة للتمويه على العسكريين ، وتمرير خيانته وطائفيته في محاربة شعبه .. فسحب منهم الهواتف الجوالة ، ومنعهم من مشاهدة التلفزيون ، وأوقف الإجازات لكل العساكر . وكان يقول لهم : هنالك جماعاتٌ مندسة من اليهود وبعض الخونة من أعداء سوريا ، وقد دخلوا المدن السورية ، ويجب القضاء عليهم ... أوَلَيْسَتْ هذه خيانةً وطنية تُسجَّلُ على النظام ، كما تُسجَّلُ على كل من وافقه ووقف معه من الطائفة النصيرية ؟
8 – في هذه الثورة ، لم يتعامل النظام مع الثورة إلا بنفسٍ طائفي ، ولعب على الورقة القذرة منذ اللحظة الأولى ، وتحالف مع إيران وحزب اللات على أساسها ... ونحن قلنا (لا) للطائفية منذ اللحظة الأولى . وكان هدفنا من عدم مقابلة الطائفية بالطائفية ، هو أن نكسب التعاطف الدولي ، وأن لا نعطي للنظام مبرراً للمبالغة في استخدام القوة معنا ... وها نحن منذ 15 شهراً ، وما زلنا متمسِّكين بعَدمِ الردِّ على النظام بنَفْسِ أسلوبه ، حتى قُتِلْنَا على الهُويَّة ، ونُحِرَ أطفالنا ، ودهس شبابنا بالدبابات كما فعل في جبل الزاوية منذ أيام ، ورمى بعض الناشطين من فوق الدور العشرين كما حدث في حلب ودير الزور ، وهاجم قرانا وأحياءنا ، واقتحم المنازل  على نسائنا ، فانتهك أعراضهن ، ثم قتل أبناءهن أمام أعينهن ، وهم يصرخون أمام ضحاياهم  قائلين : هذه ثارات علي والحسين ، سنقتلكم يا كلاب السُّنَّة حتى لا نبقي واحداً منكم ..
ومع كل هذه الهمجية والوحشية التي عاملنا بها النظام ، ومع أنه قد تجاوز كل الخطوط الحمراء في قمع الثورة ...فإن المجتمع الدولي لم يقف معنا حتى الآن ، إلا بتصريحات جوفاء ، لا تقدم ولا تؤخر ..
ومع كل هذا وذاك ، فما زلنا نسمع من يقول : الدين لا يبيح ضرب القرى النصيرية ، وأنا معهم في هذا لو لم يكونوا محاربين ... ولكنهم محاربون ، أو بتعبير أدق ، إنهم في حكم المحاربين ، فهم حين يرسلون أبناءهم لقتلنا ، ويشجعونهم على نحر أبنائنا ، وانتهاك أعراضنا ، وحين تزغرد نساؤهم اعتزازا لشبابهن القَتَلة ، ويقلن لهم : اضربوا الخالدية ... اضربوا الخالدية ... ولهذا أرى أن هؤلاء محاربون ، ومشاركون في كل الجرائم الواقعة علينا .
ومبدأ العدل في الإسلام ، يبيح معاملة الخصم بالمثل ، ومقابلة العدوان بالعدوان ، عملا بقوله تعالى ( ومَن اعتدَى عليكمْ فاعتدوا عليهِ بمثلِ ما اعتدى عليكمْ ) ...
وكما يُقتَلُ أطفالُنا ونساؤنا بالقصف العشوائي ، وتُهدم عليهم البيوت ، فكذلك يجوز أن يقتلوا هم بنفس الطريقة .. وهذا ما أراه وأقول به ، وإن خالفني الآخرون بغير دليل .. مع الأخذ بعين الاعتبار ، أن نكون قادرين على ذلك .. أما إذا كنا عاجزين عن مثل هذا الرد .
أما إذا كان هذا الردُّ سيكلفنا خسائر أكبر مما نحن فيه ، وبدون فائدة . فأنا أنهى عنه ، ولا أنصح به ... لا لأن الإسلام يُحرِّمُ مهاجمة قراهم ، فقد علمنا أنه لا يُحرِّمُه ، وإنما أنهى في حال العجز عن ذلك ، عملا بقاعدة شرعية تقول : لا يُدْفَعُ الضَّررُ بضررٍ أكبرَ منه . ولا تُزال مفسدةٌ لا يمكنُ إزالتها إلا بمفسدة أشدَّ منها  .
9 – وأخيراً ، أقول للأخت " سورية حتى النخاع " التي أقدرها وأحترم رأيها : من كان معنا من الطائفة فليعتزل قراهم ، وليسكنوا في مدن الساحل ، فنحن لم نَدْعُ لمداهمة أهل  المدن الساحلية ، ولا بأس أن يشاطرنا المسالمون من أبناء هذه الطائفة بعض المعاناة ، فقد شرد منا أكثر من مليوني سني .. وأرجو من الأخت الكريمة أن تطمئنَّ إلى أنني حين أفتي في قضية شرعية ما ، فلست متطفلا على موائد العلم ، وإنما أنا من أهل الدار ... وشكرا .

16 - خذوا على أيدي هؤلاء المارقين قبل أن يخرقوا السفينة

16 - خذوا على أيدي هؤلاء المارقين قبل أن يخرقوا السفينة
27/5/2012
كلمتي هذه ليست لفئة الساكتين خوفاً من سطوة العصابة الأسدية في داخل سوريا ، ولا للموالين لها بدوافع من منافعهم الشخصية العاجلة ، ولا للحريصين على بقاء الأسد على رأس الحكم بدوافع طائفية ، ولا أخاطب هنا المنافقين من رجال الدين ، الذين باعوا آخرتهم بعرض من الدنيا قليل ، ولا أتحدث إلى دول الجوار الذين اختاروا موقف المتفرج على ما يجري لإخوانهم قريبا منهم ، ولا أخاطب روسيا والصين وإيران ، المجاهرين بمناصرة الإجرام ، ولا أخاطب الغرب المتآمر ، الذي يؤيد المجرم ، ويسترضي الضحية باستنكار كاذب في الظاهر ... لا أخاطب أيّاً من هؤلاء وأولئك على انفراد ، وإنما أخاطبهم وأخاطب معهم سكان الأرض جميعا ، في شتى البقاع والأقطار ، والأصقاع والأمصار ، أخاطبهم على اختلاف أجناسهم وأعراقهم ، وأديانهم ومذاهبهم ، وألسنتهم ، وألوانهم ... أدعوهم مجتمعين إلى الوقوف مع الشعب السوري ، في وجه المجرم بشار وعصابته الأشرار ..
مَنْ مِنْ أهلِ الأرض لم يسمع بوباء الطاعون ، أو ما يسمى بالموت الأسود "Black Death " ؟؟ الذي وقع في أوربا ، فاستمر ما بين 1347 – 1353 في منتصف القرن الرابع عشر ... ومَنْ مِنْ أهلِ الأرض لم يسمع بالطاعون الآخر ، الذي كان محضنه الرئيسي في تركيا والمنطقة العربية ، ما بين 1914 – 1918 في أوائل القرن العشرين .
لقد سمعت الدنيا كلها بهذين الطاعونين ، وكيف لا تسمع به ، والطاعونُ حَدَثٌ كوني خطير ، لا يسع مؤرخاً أن يسكت عنه ، وكيف يسكت على حَدَثٍ كونيٍّ اكتسحَ في أوربا وحدها أكثر من ثلث القارة آنذاك ، أو الطاعون الآخر ، الذي حَصَدَ في المنطقة العربية وتركيا أكثر من تسعة ملايين ..!!؟؟؟
واللافتُ للنظر أنه ما من طاعونٍ حَدَثَ في التاريخ ، إلا كان بعد حروب قُتِلَ فيها مئاتُ الآلاف من البشر ، حتى ترجَّحَ للمُنقِّبِين عن منشأ هذا الوباء ، أنه ليست البراغيثُ ، ولا الفئرانُ ، ولا الجراذينُ النافقةُ هي السبب في وقوعه وانتشاره .. وإنما هو جثثُ القتلى الذين خلفتها الحروب والمعارك ولم تدفن ، حتى تتفسخ في العراء ، فتفرز هذا الوباء ذلك لأن الحرب إذا شبتْ نيرانها ، وتلاحقت معاركها ، واستحر القتل فيها ، وشغل الناس عن مواراة قتلاهم تحت التراب ... اضطر الناس إلى ترك قتلاهم منثورين على وجه الثرى ، لتمزق أجسادهم الوحوش الضارية ، والطيور الكاسرة ، ثم تتعفن تلك الجثث وتتفسخ ، مما يتسبب في نشأة الوباء ، وفساد الهواء ..
على أن الطاعون جند من جند الله ، يعاقب به قوما ويرحم آخرين ، وكأن لسان حاله يقول : أيها البشر إن هنالك قوة فوق قوتكم ، قُوّةً تقتلُ الغالب والمغلوب ، وتَطالُ الحاكم والمحكوم ، قوةً لا يستطيع أحدٌ منها فرارا ، ولا يملك لها دفعا ... قوةً تنذر المتجبرين بموت ينتظرهم كلما أوغلوا في دماء الأبرياء . وهي الفتنة التي لا ينجو من شررها محسن ولا مسيء ، ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ* )
وها نحن اليوم وجهاً لوجهٍ أمام خطر الطاعون . فكل الظروف الواقعة على الأرض تشير إلى إمكان وقوع هذا الوباء ، والناس عن هذا غافلون . فهذه العصابة الهمجية ، ما تركت شيئا إلا قامتْ بقتله ، وهؤلاء القتلة المجرمون كما ترون يمنعون الناس من دفن قتلاهم . لقد تعفنت آلاف الجثث في درعا والرستن وتلبيسة وحمص وحماة وجبل الزاوية والمعرة وإدلب .. حتى قتلوا آلاف الحيوانات من حمير وأغنام وأبقار وقططة وكلاب ... قتلوهم في البراري والبوادي والغابات .. قتلوهم ، وما زالوا يفعلون ذلك هنا وهناك . ولا يحسبون حسابا لأية عواقب وخيمة ، يمكن أن تنشأ عن مثل هذه الفوضى وهذا الإجرام .
فيا أيها الساكتون عن جرائم هذه العصابة المارقة ، ماذا تنتظرون .؟ هل تنتظرون إلا حرباً أهلية ماحقة لا تبقي ولا تذر ؟ أم تنتظرون أن يستمر القتل حتى يبيد 23 مليونا من السوريين .؟ أم تنتظرون أن تسقط الدول العربية كلها ، وتعوم المنطقة في بحار متلاطمة من الفوضى ، ويَلُفُّ المنطقةَ بأسرها ، حالٌ من الشقاء والعناء ، والخوف والرعب ، والدماء والأشلاء ؟
يا عقلاء العالم ، إن أياً من هذه الاحتمالات ، بات مرشحاً للوقوع بكل تأكيد ، فالنار إذا شبت ، واستدبرتها الريح ، لا يستطيع أحد إيقافها ، ولا يمتنع منها قريب ولا بعيد ، ومن لم يحترق بنارها ، لا بد أن يصله شررها ، ويعميه دخانها ، ويكون له نصيب من معاناتها ..
يا أيها العقلاء ، يا أبناء هذا الكوكب الأرضي ، لا تدعو هذه العصابة تستمر في نشر الفساد في الأرض .. لا تدعوا هؤلاء الهمج المتوحشون يفسدون جمال الحياة .. لا تدعوهم يعطلوا كل قوانين الحق والخير ، التي توافقت عليها البشرية ، لئلا يعود البشر إلى الاقتتال الكوني ، الذي يعم أهل الأرض جميعاً ، كما وقع في الحربين العالميتين ، فمات فيهما عشرات الملايين من الأبرياء ..
أيها العقلاء ، أيها القادة ، أيها المسلمون ، أيها المسيحيون ، أيها اليهود ، أيها السوريون الصم البكم الساكتون على جرائم هذا الأحمق المجنون ، اعلموا جميعاً ، أن البشرية كلها محمولة على ظهر فُلْكٍ واحدٍ هو الأرض . فلا تدعوا هذا المجنون وعصابة المارقين أن يقوموا بخرق السفينة ، وإغراق الأرض كلها في بحار من الدماء ...
إن عصابة الأسد هم طاعون العصر ، وهم المفسدون في الأرض ، وإن لم يأخذ العالم على أيديهم قبل فوات الأوان ، فلينتظر عقوبة من الله ، طاعونا مبيرا ، أو زلزالا خطيرا ، أو إعصارا كبيرا .. أو خسارا ودمارا ..  ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد .؟؟؟؟؟

15 - نعم الإسلام يجيز لنا أن نهاجم النصيريين في قراهم

15 - نعم الإسلام يجيز لنا أن نهاجم النصيريين في قراهم
 30/5/2012
حضرات الإخوة الذين خالفوني الرأي ، في قضية مهاجمة القرى النصيرية ، واعتبروني وكأني ارتكبت بهذا الرأي ذنبا عظيما، قد لا يغفره الله لي، ولا لأي أحد يوافقني عليه ..!!؟
أعتذر لكم ( بداية ) : عن طول هذا الموضوع ، لأن المقام يقتضي تمام البيان ، والشبهات التي أثيرت حول رأيي فيه  كثيرة وكبيرة وخطيرة ، ولا بد من الرد عليها . وقد فعلتُ ذلك بحمد الله دون الإساءة لأحد من الإخوة المشاركين في النقاش ... 
وأعتذر ( ثانياً ) عن الخوض مرة أخرى في هذا الموضوع ... فأنا لا أريد أن ندخل في نقاش بيزنطي ، غير مثمر . لأن ذلك يعني أن نجادل للجدل ، ونحن منهيون عنه شرعا . فقد جاء في الأثر : "من ترك الجدال وهو محق بنى الله له بيتا في أعلى الجنة " . وقال صلى الله عليه وسلم : " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ) قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
واسمحوا لي أن أعرض عليكم بعض النصوص والآراء ، فيما هذا النزاع الفكري ، الذي أثير فأثار ، وكثر فيه الأخذ والرد ، أقول وبالله التوفيق :
1- اقتحام المدن والقرى :                           
- هاجم النبي مكة ، وفتحها ، وقاتل من قاتله في داخل مكة ، وقتل خالد امرأة فيها آنذاك .
- وهاجم النبي خيبر ، فأقفلوا أبواب المدينة وتحصنوا بداخلها ، فحاصرهم النبي ثم اقتلع المسلمون الباب ، ودخلوها عليهم ، وقتلوا كثيرا من أهلها .
- وهاجم النبي بني النضير ، وبني قينقاع ، فأغلق هؤلاء اليهود أبواب أحيائهم على أنفسهم ، وتحصنوا بها ، فحاصرهم النبي حتى نزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم . وبالتعبير المعاصر ، دام الحصار حتى استسلم اليهود ، وقبلوا بما يحكم فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأجلاهم عن المدينة .
- وهاجم يهود بني قريظة من يهود المدينة بعد ذلك ، ودام الحصار حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فحكم بقتل رجالهم ، وسبي نسائهم وذراريهم ، وغنيمة أموالهم .
- وهاجمت سرايا رسول الله مدنا وقرى لا تعد ولا تحصى منها ، الطائف ، ومنها دومة الجندل .  
- وقاتل المسلمون بني حنيفة أيام حروب الردة في مدنهم وقراهم ، وقُتِلَ مسيلمةُ الكذاب في بستان له باليمامة ...
- وبعث النبي غالب بن عبد الله الليثي في سرية ، قال جندب بن مكيث : كنت فيهم فأمر رسول الله أن نشن الغارة على بني الملوح بالكديد . إلى غير ذلك مما لا يحصى من وقائع ، يستدل بها على جواز مهاجمة المدن والقرى ...
والسؤال : هل المطلوب مني الآن ، أن أناقش أم أعلم من لا يعلم .؟؟
2- قتل النساء والأطفال والشيوخ في الحرب :
- هذا أمر لم أقله أنا من عندي ، وإنما قاله أئمة الدين ، وقد نقلتُ للمخالف في مقالي السابق ما قاله الجصاص في هذا الشأن.. وقول الجصاص ليس رجما بالغيب ، فهو أحد أئمة الإسلام ، ولا يصدر قوله عن جهل ولا هوى شخصي.
- وقال علامة المغرب في زمانه ، أبو عمر بن عبد البر في كتابه ( الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار )قال رحمه الله: لم يختلف العلماء فيمن قاتل من النساء والشيوخ أنه مباح قتلُه ، ومن قدر على القتال من الصبيان وقاتل قُتِل. وعلى هذا جمهور العلماء
- ونقل ابن عبد البر أيضا أن ابن أبي شيبة قال: إذا قاتلت المرأة من المشركين أو خرجتْ معهم إلى دار المسلمين فتقتل .
- ثم خلص بن عبد البر إلى أن قال : قَتَلَ رسولُ الله نساءً يوم قريظة ، ويوم الخندق ، وفي سرية زيد بن حارثة إلى بني فزارة ، حين جهزه النبي صلى الله عليه وسلم وأرسله إليهم ، فأوقع بهم زيد ، وقتل أم قِرْفَة زوج مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري ، وكانت معظَّمةً فيهم . فيقال ربطها زيد إلى فرسين وأجراهما فتقطعت بينهما .
- أقول : قالت عائشة وكانت أم قِرْفَة جهّزتْ أربعين راكبا من ولدها وولد ولدها ، الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقاتلوه ، فأرسل إليهم رسول الله زيد بن حارثة فقتلهم وقتل أم قرفة وأرسل بدرعها إلى رسول الله فنصبه بالمدينة بين رمحين .
- وقَتَلَ النبيُّ يوم الفتح قينتين كانتا تُغنيان ابن خَطَل بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- وسئل رسول الله عن أهل الدار من المشركين ، يُبَيَّتُون فيُصابُ من ذراريهم ونسائهم فقال رسول الله ( ( هم منهم ) ) وربما قال ( ( هم من آبائهم ) ) .
- ويوم حنين ، قتل دريد بن الصمة ، وهو شيخ بلغ عمره (120) عاما ، وتهدل حاجباه على عينيه . لأنه شارك في تلك المعركة برأيه ، وكان هو الذي اختار مكان المعركة ، وهو الذي أشار بالبدء برشق السهام في وجوه المسلمين ، مما سبب لهم هزيمة ، ومقتلة كبيرة ...
- ونظرا لهذه النصوص ، وما يعارضها من نصوص أخرى ، تنهى عن قتل النساء والشيوخ ، وقد يصعب على العامة التوفيق بينها ، فلزم الرجوعُ في الأمر إلى علماء السلف ، فهم أقرب عهدا بصدر الإسلام ، وأعرف بالتوفيق بين النصوص منا .
ولعل أطرف ما رأيت في هذا الموضوع ، ما نُقِلَ عن اثنين من أئمة المالكية ، هما ابن الماجشون وسحنون ، فقد كانا يقولان : أمانُ المرأةِ موقوفٌ على إجازة الإمام له ، فإن أجازه جاز ." يعني أنَّ الأصلَ أن تُعامَلَ المرأةُ في الحرب بحسب ما تقتضيه مصلحة الإسلام والمسلمين ، فإن كانت المرأة تشكل خطرا علينا قتلناها كما نقتل الرجل ونحن كارهون .
نظير ذلك ، أن الإسلام يكره الرقَّ ، ويميل إلى تحرير البشرية ، ومع ذلك استرق المسلمون الأسرى، وسلبوهم حريتهم، وهم كارهون لذلك . لأن روح الإسلام أميل إلى عدم ضرب الرق على الناس . ولكن المسلمين اضطروا إلى استرقاق الأسرى ، لمعاملة أعدائهم بالمثل .. وهذا عدلٌ ، ولكن الإسلام أميل إلى الفضل ، فما أكثر ما جاء في كتاب الله من حث على تحرير الأرقاء ، ففتح للمسلمين أكثر من ثغرة ، تقودهم إلى تحرير الرقيق ، فقد أمرنا بتحرير رقبة عند الحنث في اليمين ، وعند الظهار من الزوجة ، وعند القتل الخطأ ... وما زال القرآن يحث على تحرير الرقيق ، حتى جعله أضمن وسيلة لاجتياز الصراط يوم القيامة بأمان ، قال تعالى ( وما أدراك ما العقبة * فك رقبة *) ...
وهذا هو فقه الواقع ، الذي بات يغيبُ مع الأسف عن علم الكثيرين . فليس من الحكمة في شيء ، أن ننهى عن قتل المرأة ، وهي اليوم في الحرب أخطرُ من الرجال ، ورب جاسوسة واحدة تسببت في إسقاط امبراطورية كاملة .!؟
ولعل علماء المالكية نزعوا في هذا الرأي الرشيد أيضاً ، إلى إباحة النكاية بالعدو بأية وسيلة .. خصوصا إذا كان هؤلاء النسوة ممن يشجعن على مداهمة المسلمين ، وإخافتهم ، وذبحهم بوحشية في داخل بيوتهم ، كما هو الحال اليوم في الحولة ومن قبلها حمص وحماة وقرى في جبل الزاوية ، وفي كافة أرجاء سوريا ، مدنها وقراها...
ومع ذلك فأرجو من الإخوة المخالفين أن يحسنوا فهمَ كلامي ، فأنا لم أقل بقتل النساء والأطفال بعامة ، وإنما قصدتُ قتل النساء النصيريات خاصة ، لأنهن محارباتٌ ، يُشجّعن أبناءهن على ذبح أبنائنا ونسائنا في البيوت ، ثم يزغردن لهم بعد عودتهم من ارتكاب الجريمة ، وينثرن على رؤوس القتلة الورودَ والأرز والعطور ، ويحثونهم على المضي قُدُماً في ذبحنا نحن المسلمين ..
نعم يا سادة ، أنا أقول بقتل هؤلاء النسوة المشجعات على قتلنا وذبحنا بالسكاكين .. وأذكر كل من يخالفني بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة ، لقي الله يوم القيامة ، مكتوبا على جبينه : آيس من رحمة الله ) وأذكرهم أيضا بقول عمر : ( لو أن أهل صنعاء تعاونوا على قتل مسلم لقتلتهم به جميعا ) .
3- الحرق والقطع في الحرب :
وأقول هنا لمن لا يجيز قطع شجر العدو ، وحرق مزارعه .. أقول لهؤلاء : ليس الدين بالرأي ، فحيث تكون مصلحة المسلمين ، فثم الإسلام ... فلما دعت المصلحة للقطع قطع النبي النخل ، وحين دعت المصلحة إلى الحرق حرق .. من ذلك ما رواه أسامة بن زيد قال بعثني رسول الله إلى أرض يقال لها ( ( أبنا ) ) فقال ائتها صباحا وحرِّقْ ... ومن ذلك أنه قطع نخل بني النضير وأحرقه كما سبق أن أشرت إليه في مقالي السابق . وكفى بفعل رسول الله دليلا على جواز ذلك . وأذكر من غالط في هذه الجزئية ، فزعم ( أن الآية لم تأمر بالحرق ، وأن الأحاديث جاءت بعد ذلك بالنهي عن قطع الشجر والثمر ) أذكره بأن آية الحشر ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها ، فبإذن الله ، وليخزي الفاسقين ) هذه الآية نزلت قبل فتح خيبر ، وقبل فتح مكة ، وقبل سرية زيد على بني فزارة ... وقد وقع قتل النساء في هذه المواقع كلها ، بأمر الرسول وإقراره . مما يدل على جواز ذلك استثناء من القاعدة ، للمصلحة الطارئة .
4 - المثلة بعد القتل :
فعن ابن مسعود عن النبي قال : أعف الناس قتلة أهل الإيمان . يعني لا يمثلون .
ولكن لما قُتِل حمزة عم النبي يوم أحد ، ومُثِّل بِه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَئِنْ ظَهَرْنا عَلَيْهمْ لَنُمَثِّلَنَّ بِثَلاثِينَ رَجُلا مِنْهُمْ " فلما سمع المسلمون بذلك ، قالوا : والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلنّ بهم مُثْلة لم يمثِّلْها أحدٌ من العرب بأحد قطُّ .. فأنزل الله ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ، ولا تك في ضيق مما يمكرون*) . فقال رسول الله : بل أصبر . لأن طلب الصبر كان بالنسبة إليه على العزيمة ، لقوله تعالى ( واصبر) والأمر إذا أطلق أفاد الوجوب .. أما بالنسبة لبقية المؤمنين ، فقد راعى الله تعالى ضعف حالهم ،  ولم يمنعهم من التمثيل بخصومهم ، وإنما ندبهم إلى ذلك ندبا . فبقي الحكم بالنسبة لعامة المسلمين على الإباحة . فنحن مخيرون في ذلك بين الأمرين : التمثيل بالخصوم كما مثلوا بقتلانا ، أو الصبر والعفو عنهم ...
أيها الإخوة الذين يخالفونني في الرأي :
 أدعوكم دعوة مخلصة إلى قراءة فقه الواقع ، ولو فعلتم لعلمتم أن الواقع الذي نهى فيه النبي عن قتل النساء ، لم تكن فيه النسوة يشاركن في الإجرام ، كما تفعل النساء النصيريات اليوم .. والقاعدة الشرعية تقول : الأحكام العرفية تتبدل بتبدل الأعراف والأزمان .
وأرجو أن تتذكروا أيها الأحباب : إن البوطي لم يحسن قراءة الواقع ، فأخذ النصوص التي تحرم الخروج على الحاكم المسلم ، فنزلها على واقع مخالف تماما ، فاعتبر الخروج على بشار الأسد المارق القاتل الكافر ، كالخروج على الخليفة المسلم العادل عمر بن عبد العزيز ... فأُصِبْنَا منه بمقتل ، لقد أقنعَ البوطي أكثر من مائة ألف من أتباعه في دمشق العاصمة ، بأن ما يفعله الثوار محرم شرعا ، وأن من يموت منهم يموت على معصية ... مما كلفنا عشرات الآلاف من الشهداء ، ولولا هذه المنطق الخشبي ، لكان للسوريين شأن آخر مع هذه العصابة المجرمة ...
أما بعد يا إخوتي:
فهذا رأي رأيته ، واقتراح عرضته ، وأنا غير متقوِّلٍ على الدين فيه . معاذ الله ، أن أقول بقول ليس عليه طابع الكتاب والسنة ، فالنصوص أمامكم ، والوقائع تفسرها ... فلا يزعمنَّ زاعمٌ أن الإسلام يحرم على المسلم أن يعامل عدوه بالمثل ، حاش لله ، فهذا حكم يجافي العدلَ ، والعدلُ جزء من الحق الذي أنزله الله في محكم كتابه ، قال تعالى : ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) .
ومع ذلك ، فإن كان للسياسيين والعسكريين رأي آخر ، أو كانت الموازنات الدولية لا تسمح لنا باستخدام هذا الحق ، وتمنعنا من معاملة النصيريين بالمثل ، فليس أمامنا إذن إلا أحد حلَّين :
الحل الأول : أن نبقي رقابنا تحت رحمة هذه العصابة ، ونصبر على عمليات القتل والمداهمة والاعتقال والتشريد والاغتصاب والإهانة والإذلال ... ونقتصر في حراكنا على ممارسة الهتاف والتصفيق ، ونقابل الرصاص بصدورنا العارية ، ويقابلنا النظام بوحوشه الضارية ، وتستمر بيننا وبينه المشكلة على هذه الوتيرة إلى ما شاء الله .. ويخذلنا المجتمع الدولي كذلك إلى ما شاء الله .. لأن هذا المجتمع بلا ضمير ولا رحمة ، ولا قيم الإنسانية ، ولا مانع لديه أن يقتل من الشعب أكثر من مليون ، فقد تخلى العالَمُ ذات يوم عن روندا ، في قضية كقضيتنا تماما ، ودفع إلى حرب أهلية بلغ عدد ضحاياها 800 ألف مواطن .
الحل الثاني : أن ننقل المعارك إلى قرى جبال النصيرية ، ونشن عليها حرب عصابات ، على طريقة :( اضرب واهرب ) ونستمر على هذا المنوال ، إلى أن يقتنع النصيريون ، أنه لا بقاء لهم في سوريا إلا بتخليهم عن عائلة بيت الأسد ، والقيام باغتيال هذا الخنزير بشار ، وإنقاذ أنفسهم ، وإنقاذ البلد مما ينتظرها من خراب وموت ودمار . ونظراً لما أعرف من حب هؤلاء القوم للحياة ، وتمسكهم بالبقاء فيها ، أرى أنهم لن يصبروا على الأسد ، فما هي إلا غارة على قرية أو قريتين ، حتى تتغير المواقف ، وتتخلص الطائفة من هذا الرئيس المشؤوم ، وتقوم بقتله ، لتكفر عمليا عن ذنوبها وخطاياها في السير وراءه كل هذه الشهور ، المليئة بالإجرام .***

14 - اقتلوني واقتلوا النصيريين المجرمين معي :

14 - اقتلوني واقتلوا النصيريين المجرمين معي :
28 / 5 / 2012
جاء في مقالي ( نريدُها حرباً طائفية ضدَّ النُّصيرية ، وإنْ كره الجُبناء ) الدعوةُ إلى حرب طائفية ، والتنكيلُ بالنصيرية ، وقلت فيه : بضرورة قتل رجالهم ونسائهم وأطفالهم ومواشيهم ، وحرق زروعهم وقطع أشجارهم ، وتهديم قراهم ، وأن نفعل بهم مثل ما يفعلون بنا ... فاعترض عليَّ بعض الإخوة المشاركين في هذا المنتدى ، فزعم أن الإسلام " يُحرّمُ قتل المدنيين حتى وإن كانوا مساندين للعدو " واتهمني بأني أخرج بفقه جديد ، يُبيحُ ارتكاب الجرائم ، مع أني حاصل على مؤهلين عاليين في الشريعة والأدب ، وحين أبدي رأياً في معركتنا الحالية مع النصيرية ، فأنا أعني ما أقول ، وحاش لله أن أفتري على الدين بما ليس من الدين .. ثم إني أريد أن أُطَمئِنَ مَن اتَّهمني بالمُزايدات الصبيانية ، بأنني لستُ صبيا صغيرا لا يُدرك معنى ما يقول ، فأنا في سنٍّ تجاوزَ صاحبُها طيشَ الصغار ، وعنفوانَ الشباب ، ثم إني على قدر من العلم ، يجعلني لا أخوضُ فيما أجهلُ ، ولا أُدلِّسُ فيما أنقلُ ، ولا أقولُ بغير دليل ...
1 – لقد أجاز الإسلام يا صاحبي قتل المرأة والشيخ الكبير إذا شاركوا في الحرب باليد أو بالرأي أو كانوا من المُشجِّعين باللسان . بدليل ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بامرأةٍ مقتولة يوم حنين ، فقال مَنْ قتلَ هذه ؟ فقال رجلٌ : أنا يا رسول الله ، غنمتُها ، فأردفتُها خلفي ، فلما رأت الهزيمةَ فينا ، أهْوَتْ إلى قائم سيفي لتقتلني فقتلتُها .. فسكتَ النبيُّ ولم يعنفه ، وسكوتُ النبي إقرار وتشريع ، لأنه لا يسكتُ على باطل ... وهؤلاء الذين دعوتُ أنا إلى قتلهم ، هم قومٌ يشاركُ في قتلنا شبابُهم وكهولُهم وشيوخُهم ونساؤُهم .. فلماذا يَحلُّ لهم قتلنا ، ويَحرُمُ علينا قتلُهم ؟ وما هذا الدين الذي تبشرون به ، وهو أبعد ما يكون عن الإسلام .!؟ فحبذا لو أنَّ مَنْ لا يعلمُ ، فسحَ المجالَ لمن يعلم ، وتركه يتكلم .
2 – أجاز الإسلام قَطْعَ أشجارِ العدو ، وحرقَ مزارعه ، تنكيلاً بالعدو ، دليلُ ذلك قوله تعالى: ( ولا يَنَالُون مِنْ عدوٍّ نَيْلاً إلا كُتِبَ لهمْ به عملٌ صالح ) . فأيةُ نكاية تقع بالعدو يكون بها أجر للمسلمين . ولهذا أمر النبي أصحابه أن يحرقوا نخل بني النضير في البويرة ، فتلاومَ الصحابةُ فيما بينهم ، فقال بعضهم : أمرنا رسول الله بحرقِ نخلهم كله فأبقينا منه شيئا .. وقال الآخرون لم يُرِدْ رسول الله أن نحرق النخل كله ، وإنما أراد أن نحرقَ بعضه تنكيلا بهم . فأنزل الله تعالى قوله ( ما قَطَعْتُمْ منْ لِيْنَةٍ أو تركتُمُوها قائمةً على أُصولِهَا فبإذنِ الله ولِيُخْزِيَ الفاسقين ) فأقرَّ الفريقين جميعاً ، واعتبر قطع البعض بمثابة قطع الكل .
قال الجصَّاصُ في تفسيره : أما جيشُ المسلمين إذا غزوا أرضَ الحربِ ، وأرادوا الخروج ، فإنَّ الأولى أن يحرقوا شجرهم وزروعهم وديارهم وكذلك قال أصحابُنا في مواشيهم إذا لم يُمكِنْهُمْ إخراجُها ، ذُبِحَتْ ثم أُحرِقَتْ ..
3 – لا يقف مع النظام من طائفة السنة إلا عدد محدود من الزعران ، والمساجين الذين أخرجهم النظام ليساعدوه على القتل ، فهؤلاء يقتلون للقتل ، لقد أخرجوا من السجون لقتل الناس فقط ، وليس لهدف آخر .  ومهما بلغ عددهم فلن يتجاوزوا بضعَ مئات ... وهنا أتساءل قائلا : لمصلحةِ مَنْ أنت تُضخِّمُ أعدادهم يا صاحبي ؟ إن سوريا اليوم مغتصبة من حفنة من محترفي الإجرام ، فئة من المافيا الخطيرة ، يقف وراءهم العالم الكافر بأسره ، ونحن نُقتَلُ طائفياً ، والعالم يُساعِدُ على قتلنا دينياً ، ونحن لا ذنب لنا سوى أننا مسلمون ، قال تعالى ( وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ )  ..
فالذين مع النظام من طائفة السنة ، ليسوا سوى عدد محدود جدا ، ومن يَقُلْ غير ذلك فليفسر لي : كيف يمكنُ أن تعمَّ المظاهراتُ سوريا كلها ، إن كان أغلبُ السنَّةِ وأغلبُ الطوائف الأخرى مع النظام .!؟ ومرة أخرى أسألك يا صاحبي : لمصلحة مَنْ أنت تُضخِّمُ في أعداد المؤيدين لهذه العصابة .؟؟ ولا توافق على التنكيل بأهلها ونسائها وقراها ؟ وكلهم شريك في الإجرام .؟؟ إنني ما زلت أشم من كلامك رائحة لا تعجبني ، والأحبُّ لديَّ أن يكون ظنّي فيكَ غيرَ مُصيب ..!؟
4 - ويؤسفني في هذا المقام ، أنَّ أخاً آخر أحترمُه ، لم يشأ أن يفهم كلامي على وجهه الصحيح ، فاتَّهمني بتشويه وجه الثورة ، وأني أدعو إلى السير على خُطا النظام في الإجرام .. وهذه مغالطة كبرى ، فأنا لا أقتدي بالنظام في إجرامه ، وإنما أقتص منه ، بالتنكيل بأهله وذويه ، لأردعه عن الاستمرار في ممارسة الإجرام ، عملا بقوله تعالى ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) .
5 - ويؤسفني مرة أخرى ، أنْ أتَّهم بأنني أدعو إلى الإقصاء الطائفي ، وأنا لم أقل هذا ، ولم أدعُ إليه ، وإنما دعوتُ إلى إقصاء هذه الطائفة التي ثبت أنها لا تنتمي لسوريا ، بل لا تنتمي للأمة العربية ، ولا للأمة الإسلامية ، وأنها تُمارس الخيانة منذ أيام ابن سبأ ، وفتنة عثمان ، وابن العلقمي ، ونصير الطوسي ، ومشاركتهما في سقوط بغداد أيام التتار ... إلى أيام جد حافظ الوحش وشركاه ، الذين وقَّعُوا على وثيقة ، يطلبون فيها من فرنسا أن لا ترحل عن سوريا ، ويرجونها أن تقيم لهم دولة نصيرية في الساحل السوري .. إلى أيام وقوف حافظ الأسد ووقوفه مع إيران الفارسية في حربها ضد العراق العربية .. هذه حقائق ، وليست اتهامات .. وأنا أدعو وسأظل أدعو إلى إقصاء هذه الطائفة اللئيمة إقصاء كاملا عن السلطة ، وعدم تمكينهم منها مرة ثانية ، فالمؤمن لا ينبغي أن يلدغ من جحر مرتين ... وأنا هنا أحدد طائفة النصيرية بعينها ، ولم أذم المسيحيين ، ولا الدروز ، ولا الأكراد ، ولا التركمان ، ولا الآشور ... وأنا في كل كتاباتي أركِّزُ على أن سوريا لكل السوريين .. فلماذا يُحمل كلامي على عكس معناه .؟؟  وأتهم بما لا أحب ، وما أسهل اتهام الكرام .
6 - وشيء ثالث ، أوجهه لهذا الأخ الحبيب ، الذي رد على أختٍ أيّدتني في رأيي ، فاتَّهمني في رده من وراء ستار ، بأنني أخالفُ قوله تعالى ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) ، وحاش لله أن أدعو إلى قتل النفس بغير الحق .. أما التنكيل بقرى النصيرية ، فهذا من قتل النفس بالحق ، وقد أذن الله به ، وتقدَّمت الأدلةُ على جوازه ، مما أوردتُهُ في صدر هذه الكلمة ، من أدلة مستفادة من كتاب الله تعالى ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . أرجو أن يرجع صاحبنا إليها ، ويعمل بها ، فالرجوع عن الخطأ فضيلة .
وختاما :
أرجو أن يعلم كل سوري حر ، أننا لا نريد أن نزجَّ ببلدنا في نار حرب طائفية تحرقها ، وليس هنالك عاقل في الدنيا يريد هذا ، ولكن السؤال : كيف الخلاص ؟ كيف الخلاص من عصابة تقتل على الهوية ، وتبيد الأسر بكاملها ، فتذبح الرجل والمرأة والطفل ، بلا رحمة ولا هوادة ؟؟ كيف الخلاص ، والعالم كله يؤيد هؤلاء القتلة ، ويسكت على جرائمهم ؟ والله وبالله وتالله ، لن تكف هذه العصابة عن غيها ، ما لم تشرب من نفس الكأس الذي تسقينا منه ...
رأيتُ في بعض اليوتيوبات طفلا يقول للشبيح القاتل : يا عمو أرجوك اذبحني بسكين حادة ، حتى لا أشعر بالألم .؟ فيجيبه الكلب القاتل : سأذبحك بسكين غير حادة لتتألم أكثر .. تصور يا أخي ، وليتصور كل قارئ لكلامي هذا ، كيف يكون شعور الطفل ، وهو يرى الجزار مقبلا عليه بسكينه ، ليحز رقبته .؟؟ كيف يكون شعور الأم التي يقتل أبناؤها أمام عينيها وهي تنظر ؟؟ كيف يكون شعور الرجل الذي ينتهك عرضه أمام عينيه .؟؟  لماذا يُلامُ مثلي على قولِ كلمةِ حَقّ ، لماذا تمنعون قلمي من البكاء على أطفال الحولة ، والنُّواحِ على مَنْ سبقهم ممن ذبح بالسكاكين من أطفال سوريا ، وخيرة شبابها ، وأطهر نسائها .؟؟
فاعذروني يا أصحاب الأقلام ، ولا تلوموني على الغضب للدماء البريئة ، والأعراض المنتهكة ، والمؤامرة الدنيئة .؟؟ اعذروني يا إخوتي إن تفجرتُ كالبركان فقتلتُ نفسي ومَنْ حولي .. فما يَحدثُ الآن في سوريا ليس بالأمر اليسير ، ما يحدث الآن من جرائم ، كفيلٌ بأن يزلزلُ الجبال ، ويهزُّ أقوى الرجال ، ويضطرُّ كلَّ حُرٍّ شريفٍ إلى أن يقول :
اقتُلُوني    ومالكاً   :  واقتُلُوا  مالكاً  معي

13 - نريدها حربا طائفية ضد النصيرية ، وإن كره الجبناء

13 - نريدها حربا طائفية  ضد النصيرية ، وإن كره الجبناء
28 / 5 / 2012
لما وقع الظلم على المسلمين في مكة ، وبلغ مبلغا لا يطاق ، وجه الله نبيه إلى الخروج منها ، واللجوء إلى بلد تحميه وتحمي أصحابه من خطر الإبادة والاستئصال ، وكانت هذه البلد هي " يثرب " التي أصبح اسمها بعد الهجرة : ( المدينة المنورة ، ودار الهجرة ، ومدينة رسول الله ، وعاصمة الإسلام الأولى ..) .
ولما هاجر المسلمون إلى المدينة ، وتكفل الأوس والخزرج بحمايتهم من أي اعتداء عليهم بين ظهرانيهم ، جن جنون قريش ، وهموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنجاه الله منهم ، ولحق بأصحابه الذين أمرهم أن يسبقوه إلى المدينة . فانتقموا من أولئك المهاجرين فاحتلوا دورهم ومساكنهم ، ونهبوا ما فيها من اثاث ورياش ، وعاثوا فيها فسادا ، وهذا ظلم صارخ ، وقد سبقه ظلم أشد منه بعشرات المرات ، فقد سلبهم المشركون حرية الاعتقاد ، ومنعوهم من الإيمان بالله ورسوله .. فلما خالفوهم ، واختاروا عبادة الله وحده ، ونبذ عبادة الأوثان ، أنزلوا فيهم أشد أنواع العذاب ، ثم فرضوا عليهم حصارا ظالما ، فألجؤوهم إلى شعب بني هاشم ، ومنعوا الناس أن يبايعوهم أو يشاروهم ، وامتنعوا عن تزويجهم أو التزوج منهم ، ومنعوا عنهم الطعام ، حتى أكلوا أوراق الشجر ، وجلود الحيوان ، ودام هذا الحصار أربع سنوات . حتى اضطر المسلمون أخيراً إلى الفرار بدينهم ، والهجرة من مكة إلى المدينة . فنزل قوله تعالى : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) وأذن الله للمسلمين بالدفاع عن أنفسهم ، وأباح لهم قتال عدوهم ، لدفع الظلم والعدوان .
ولئلا يكون هنالك تعسف في استعمال الحق ، أنزل الله عددا من الآيات ، التي تنظم عملية الجهاد في سبيل الله ، وتنأى به عن الظلم والعدوان .
من هذه الآيات : قوله تعالى : " وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ "
ومنها " الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ "
ومنها : " وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ "
ومن مجموع النصوص القرآنية في الجهاد ، يتضح أن الجهاد إنما شرع لدفع الظلم ، وإيقاف المعتدي عند حده ، من غير تجاوز للحد الذي يقتضيه العدل والإنصاف ، وهذا يعني أننا لا نكون مخطئين إن قاتلنا من قاتلنا ، وسالمنا من سالمنا ، وينبغي أن نكافئ المعتدى بمثل عدوانه ، دون زيادة ولا نقصان .
ولو أننا نزلنا هذه النصوص القرآنية على واقعنا مع هذه العصابة الحاكمة ، التي تعيث في سوريا الفساد ، وتقتل من فيها وما فيها ، من إنسان وحيوان وشجر وجماد ... لو نزلنا هذه النصوص على الحال التي نحن فيها اليوم ، لعلمنا أن الله قد أذن لنا بعد هذا الظلم الصارخ ، بالدفاع عن أنفسنا ، وأذن لنا أن نقاتل هذه العصابة ، ونعتدي عليها كما تعتدي علينا . بأن نهاجم معسكراتهم ، ودوائرهم ، ونواديهم ، وقراهم ... ونقطع أشجارهم ، ونقتل أبناءهم ونساءهم وذراريهم ، وأن نهدم عليهم بيوتهم ، ونحرق محالهم ... ونقاتلهم بنفس الطرق التي يقاتلوننا بها ، ونكيد لهم كما يكيدون لنا ... هذا حكم الله ، وحكمه العدل ، وشرعه الحق ، وهديه الرشاد .. فلا يتهمنا أحد بعد اليوم بالتطرف ، ولا بالأصولية ، ولا بالإرهاب .. وما حصل بالحولة منذ أول أمس ، ممكن أن يحصل مثله في كل حي من مدينة ، وكل قرية من ريف ...
وها هو العالم يرى عبر أقماره الفضائية ، كيف تُقصَفُ سوريا من أقصاها إلى أقصاها بالمدفعية الثقيلة ، والدبابات ، والمروحيات ، والرشاشات ، والصواريخ ... إن العالم يرى ذلك كله منذ 15 شهراً ، ويتعامى عما يقع ، فتارة يشجب ، وتارة يستنكر ، وثالثة يقول على الأسد أن يرحل ، ورابعة يرسل بعثة مراقبين ، وخامسة يجتمع في مجلس الأمن ، وسادسة تجتمع وفوده في منظمة الأمم المتحدة ، وسابعة يجتمعون في الجمعية العمومية ... ولم يوقفوا عمليات القتل الممنهج حتى الآن ، وما زالت تمارس علينا الإبادة الجماعية ، والقصف العشوائي ، حتى تجاوز عدد الضحايا كل الحسابات ، وقفز الرقم إلى ما يقارب 120 ألف شهيد ، لم يوثَّقُ منهم سوى سدس العدد ، أي عشرون ألفا فقط . وهنالك ضعف هذا العدد من المعوقين ، وهنالك جرحى بمئات الآلاف ، وهنالك أكثر من مليونين من المشردين داخل سوريا وخارجها ... والمجتمع الدولي لم ينزع الشرعية الدولية عن هؤلاء القتلة ، وما زال يعاملهم على أنهم دولة ، لها سفراؤها في عواصمهم ، ولهم سفراء لديها ، وهذا يعني أنهم في الإجرام سواء ، وأن هذه الدول جميعها أعداء ..!!
لا تنتظروا من المجتمع الدولي أن يرحمكم ، أو يقول كلمة حق لصالحكم ، أو يذرف دمعة واحدة عليكم ، ولو فنيتم عن آخركم ...
ووالله لو غيرنا استرتيجيتنا ، وهاجمنا القرى النصيرية ، وأوقعنا فيهم قتلا وإبادة وحرقا ، لتغيرت المعادلة .. ولاضطر هؤلاء النصيريون إلى تصفية عائلة بيت الأسد بأيديهم ، ولأراحونا من شرهم ، لئلا يبادوا هم معهم .
إن هذه العصابة يا سادة :
لن تتوقف عن قتلنا وقتل أطفالنا وشبابنا وانتهاك أعرضنا .. ما لم نهاجمهم في عقر دارهم ... فليكن ذلك ، مهما كانت التضحيات ... لا تقولوا بعد اليوم : طائفة كريمة ، فكلما كرَّمتموهم زادوا لؤما وظلما وإجراما :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته : وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
أسالكم بالله يا من تظهرون على القنوات ، وتزعمون أن النصيرية فيهم الشرفاء ... هل رأيتم مظاهرة نصيرية واحدة ، خرجت في قرية من قراهم تندد بالنظام ؟؟ هل قصفت لهم قرية ، هل مورست عليهم سياسة القمع والتجويع والترويع .. كما تمارس علينا .؟؟
وها هي ذي أحياؤهم في مدن الساحل ، تعيش في رغد وأمان كامل ، لم يقطع عنهم الماء ولا الغاز ولا المازوت ولا الكهرباء ... وها هي أحياؤهم في مدن الساحل لم يمسسها سوء ، فحي الرمل الشمالي في اللاذقية ، وحي القصور في بانياس ، أسواقهم عامرة ، ومؤنهم وافرة .. بينما بقية أحياء السنة في اللاذقية وبانياس ، بلا ماء ولا غاز ولا كهرباء ، وكل يوم تداهمهم قطعان الشبيحة ، فيعتقلون أبناء السنة ويسجنونهم ويقتلونهم ... فماذا يمكن أن يسمي كل هذا التمييز ؟ لماذا تمارس علينا الطائفية بأبشع أشكالها ، ويطلب منا التكذيب بها وإنكار وجودها .
لذلك نرجو من كل من يظهر على القنوات أن يبدل لهجته ، ويتوقف عن النفاق .. فنحن نقتل طائفيا ، ونباد طائفيا .. ووالله لو بقينا عشر سنوات نداريهم ، فلن يتوقفوا عن قتلنا وإبادتنا .. هذا هو الحق الذي نطالب بكتمانه ، وعدم التصريح به بين الناس ..
أما بعد :
فأختم حديثي بقوله تعالى : ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) وأدعوا إلى إيقاف التظاهر ، وإعلان الحرب الطائفية التي يريدونها ، وأن نقتل كل شبيح يهاجمنا في بيوتنا ، سنيا كان أو علويا، حتى يتمايز الناس ، ويظهر كل واحد على حقيقته .. وعندها لن يبقى أحد من أبنائنا في الجيش ، ولن يتمكن نصيري أن يدخل مدننا وأحياءنا وقرانا ، وإذا تجرأ وفعلها ، كان مصيره الموت ...
أنا أعلم أنه سيقول قائل ، لو فعلنا هذا أطلنا عمر النظام .. ونحن نقول لهؤلاء : لا بأس ، فإننا لا نريد أن يسقط النظام ، ليبق كما يشاء ، ونحن سنقتله كما نشاء ، لن ندعهم يستقرون لا في دوائرهم ، ولا في مكاتبهم ، ولا في قطعاتهم العسكرية .. سنقطع عليهم الطرقات ، ونهاجمهم في عقر دارهم ، حتى يرحلوا عنا إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم ...
فلا يتفاصح علينا المتحدثون على الشاشات، ولا يحذرونا من الحرب الطائفية ، لأنه لا خلاص لنا من هذا النظام اللعين إلا بها . وسواء أسالمنا النظام أم حاربناه ، فإنه لن يسالمنا وسيحاول قتلنا :
وإذا لم يكن من الموت بد  :  فمن العجز أن تموت جبانا