الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

15 - نعم الإسلام يجيز لنا أن نهاجم النصيريين في قراهم

15 - نعم الإسلام يجيز لنا أن نهاجم النصيريين في قراهم
 30/5/2012
حضرات الإخوة الذين خالفوني الرأي ، في قضية مهاجمة القرى النصيرية ، واعتبروني وكأني ارتكبت بهذا الرأي ذنبا عظيما، قد لا يغفره الله لي، ولا لأي أحد يوافقني عليه ..!!؟
أعتذر لكم ( بداية ) : عن طول هذا الموضوع ، لأن المقام يقتضي تمام البيان ، والشبهات التي أثيرت حول رأيي فيه  كثيرة وكبيرة وخطيرة ، ولا بد من الرد عليها . وقد فعلتُ ذلك بحمد الله دون الإساءة لأحد من الإخوة المشاركين في النقاش ... 
وأعتذر ( ثانياً ) عن الخوض مرة أخرى في هذا الموضوع ... فأنا لا أريد أن ندخل في نقاش بيزنطي ، غير مثمر . لأن ذلك يعني أن نجادل للجدل ، ونحن منهيون عنه شرعا . فقد جاء في الأثر : "من ترك الجدال وهو محق بنى الله له بيتا في أعلى الجنة " . وقال صلى الله عليه وسلم : " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون ) قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
واسمحوا لي أن أعرض عليكم بعض النصوص والآراء ، فيما هذا النزاع الفكري ، الذي أثير فأثار ، وكثر فيه الأخذ والرد ، أقول وبالله التوفيق :
1- اقتحام المدن والقرى :                           
- هاجم النبي مكة ، وفتحها ، وقاتل من قاتله في داخل مكة ، وقتل خالد امرأة فيها آنذاك .
- وهاجم النبي خيبر ، فأقفلوا أبواب المدينة وتحصنوا بداخلها ، فحاصرهم النبي ثم اقتلع المسلمون الباب ، ودخلوها عليهم ، وقتلوا كثيرا من أهلها .
- وهاجم النبي بني النضير ، وبني قينقاع ، فأغلق هؤلاء اليهود أبواب أحيائهم على أنفسهم ، وتحصنوا بها ، فحاصرهم النبي حتى نزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم . وبالتعبير المعاصر ، دام الحصار حتى استسلم اليهود ، وقبلوا بما يحكم فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأجلاهم عن المدينة .
- وهاجم يهود بني قريظة من يهود المدينة بعد ذلك ، ودام الحصار حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فحكم بقتل رجالهم ، وسبي نسائهم وذراريهم ، وغنيمة أموالهم .
- وهاجمت سرايا رسول الله مدنا وقرى لا تعد ولا تحصى منها ، الطائف ، ومنها دومة الجندل .  
- وقاتل المسلمون بني حنيفة أيام حروب الردة في مدنهم وقراهم ، وقُتِلَ مسيلمةُ الكذاب في بستان له باليمامة ...
- وبعث النبي غالب بن عبد الله الليثي في سرية ، قال جندب بن مكيث : كنت فيهم فأمر رسول الله أن نشن الغارة على بني الملوح بالكديد . إلى غير ذلك مما لا يحصى من وقائع ، يستدل بها على جواز مهاجمة المدن والقرى ...
والسؤال : هل المطلوب مني الآن ، أن أناقش أم أعلم من لا يعلم .؟؟
2- قتل النساء والأطفال والشيوخ في الحرب :
- هذا أمر لم أقله أنا من عندي ، وإنما قاله أئمة الدين ، وقد نقلتُ للمخالف في مقالي السابق ما قاله الجصاص في هذا الشأن.. وقول الجصاص ليس رجما بالغيب ، فهو أحد أئمة الإسلام ، ولا يصدر قوله عن جهل ولا هوى شخصي.
- وقال علامة المغرب في زمانه ، أبو عمر بن عبد البر في كتابه ( الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار )قال رحمه الله: لم يختلف العلماء فيمن قاتل من النساء والشيوخ أنه مباح قتلُه ، ومن قدر على القتال من الصبيان وقاتل قُتِل. وعلى هذا جمهور العلماء
- ونقل ابن عبد البر أيضا أن ابن أبي شيبة قال: إذا قاتلت المرأة من المشركين أو خرجتْ معهم إلى دار المسلمين فتقتل .
- ثم خلص بن عبد البر إلى أن قال : قَتَلَ رسولُ الله نساءً يوم قريظة ، ويوم الخندق ، وفي سرية زيد بن حارثة إلى بني فزارة ، حين جهزه النبي صلى الله عليه وسلم وأرسله إليهم ، فأوقع بهم زيد ، وقتل أم قِرْفَة زوج مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري ، وكانت معظَّمةً فيهم . فيقال ربطها زيد إلى فرسين وأجراهما فتقطعت بينهما .
- أقول : قالت عائشة وكانت أم قِرْفَة جهّزتْ أربعين راكبا من ولدها وولد ولدها ، الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقاتلوه ، فأرسل إليهم رسول الله زيد بن حارثة فقتلهم وقتل أم قرفة وأرسل بدرعها إلى رسول الله فنصبه بالمدينة بين رمحين .
- وقَتَلَ النبيُّ يوم الفتح قينتين كانتا تُغنيان ابن خَطَل بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- وسئل رسول الله عن أهل الدار من المشركين ، يُبَيَّتُون فيُصابُ من ذراريهم ونسائهم فقال رسول الله ( ( هم منهم ) ) وربما قال ( ( هم من آبائهم ) ) .
- ويوم حنين ، قتل دريد بن الصمة ، وهو شيخ بلغ عمره (120) عاما ، وتهدل حاجباه على عينيه . لأنه شارك في تلك المعركة برأيه ، وكان هو الذي اختار مكان المعركة ، وهو الذي أشار بالبدء برشق السهام في وجوه المسلمين ، مما سبب لهم هزيمة ، ومقتلة كبيرة ...
- ونظرا لهذه النصوص ، وما يعارضها من نصوص أخرى ، تنهى عن قتل النساء والشيوخ ، وقد يصعب على العامة التوفيق بينها ، فلزم الرجوعُ في الأمر إلى علماء السلف ، فهم أقرب عهدا بصدر الإسلام ، وأعرف بالتوفيق بين النصوص منا .
ولعل أطرف ما رأيت في هذا الموضوع ، ما نُقِلَ عن اثنين من أئمة المالكية ، هما ابن الماجشون وسحنون ، فقد كانا يقولان : أمانُ المرأةِ موقوفٌ على إجازة الإمام له ، فإن أجازه جاز ." يعني أنَّ الأصلَ أن تُعامَلَ المرأةُ في الحرب بحسب ما تقتضيه مصلحة الإسلام والمسلمين ، فإن كانت المرأة تشكل خطرا علينا قتلناها كما نقتل الرجل ونحن كارهون .
نظير ذلك ، أن الإسلام يكره الرقَّ ، ويميل إلى تحرير البشرية ، ومع ذلك استرق المسلمون الأسرى، وسلبوهم حريتهم، وهم كارهون لذلك . لأن روح الإسلام أميل إلى عدم ضرب الرق على الناس . ولكن المسلمين اضطروا إلى استرقاق الأسرى ، لمعاملة أعدائهم بالمثل .. وهذا عدلٌ ، ولكن الإسلام أميل إلى الفضل ، فما أكثر ما جاء في كتاب الله من حث على تحرير الأرقاء ، ففتح للمسلمين أكثر من ثغرة ، تقودهم إلى تحرير الرقيق ، فقد أمرنا بتحرير رقبة عند الحنث في اليمين ، وعند الظهار من الزوجة ، وعند القتل الخطأ ... وما زال القرآن يحث على تحرير الرقيق ، حتى جعله أضمن وسيلة لاجتياز الصراط يوم القيامة بأمان ، قال تعالى ( وما أدراك ما العقبة * فك رقبة *) ...
وهذا هو فقه الواقع ، الذي بات يغيبُ مع الأسف عن علم الكثيرين . فليس من الحكمة في شيء ، أن ننهى عن قتل المرأة ، وهي اليوم في الحرب أخطرُ من الرجال ، ورب جاسوسة واحدة تسببت في إسقاط امبراطورية كاملة .!؟
ولعل علماء المالكية نزعوا في هذا الرأي الرشيد أيضاً ، إلى إباحة النكاية بالعدو بأية وسيلة .. خصوصا إذا كان هؤلاء النسوة ممن يشجعن على مداهمة المسلمين ، وإخافتهم ، وذبحهم بوحشية في داخل بيوتهم ، كما هو الحال اليوم في الحولة ومن قبلها حمص وحماة وقرى في جبل الزاوية ، وفي كافة أرجاء سوريا ، مدنها وقراها...
ومع ذلك فأرجو من الإخوة المخالفين أن يحسنوا فهمَ كلامي ، فأنا لم أقل بقتل النساء والأطفال بعامة ، وإنما قصدتُ قتل النساء النصيريات خاصة ، لأنهن محارباتٌ ، يُشجّعن أبناءهن على ذبح أبنائنا ونسائنا في البيوت ، ثم يزغردن لهم بعد عودتهم من ارتكاب الجريمة ، وينثرن على رؤوس القتلة الورودَ والأرز والعطور ، ويحثونهم على المضي قُدُماً في ذبحنا نحن المسلمين ..
نعم يا سادة ، أنا أقول بقتل هؤلاء النسوة المشجعات على قتلنا وذبحنا بالسكاكين .. وأذكر كل من يخالفني بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة ، لقي الله يوم القيامة ، مكتوبا على جبينه : آيس من رحمة الله ) وأذكرهم أيضا بقول عمر : ( لو أن أهل صنعاء تعاونوا على قتل مسلم لقتلتهم به جميعا ) .
3- الحرق والقطع في الحرب :
وأقول هنا لمن لا يجيز قطع شجر العدو ، وحرق مزارعه .. أقول لهؤلاء : ليس الدين بالرأي ، فحيث تكون مصلحة المسلمين ، فثم الإسلام ... فلما دعت المصلحة للقطع قطع النبي النخل ، وحين دعت المصلحة إلى الحرق حرق .. من ذلك ما رواه أسامة بن زيد قال بعثني رسول الله إلى أرض يقال لها ( ( أبنا ) ) فقال ائتها صباحا وحرِّقْ ... ومن ذلك أنه قطع نخل بني النضير وأحرقه كما سبق أن أشرت إليه في مقالي السابق . وكفى بفعل رسول الله دليلا على جواز ذلك . وأذكر من غالط في هذه الجزئية ، فزعم ( أن الآية لم تأمر بالحرق ، وأن الأحاديث جاءت بعد ذلك بالنهي عن قطع الشجر والثمر ) أذكره بأن آية الحشر ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها ، فبإذن الله ، وليخزي الفاسقين ) هذه الآية نزلت قبل فتح خيبر ، وقبل فتح مكة ، وقبل سرية زيد على بني فزارة ... وقد وقع قتل النساء في هذه المواقع كلها ، بأمر الرسول وإقراره . مما يدل على جواز ذلك استثناء من القاعدة ، للمصلحة الطارئة .
4 - المثلة بعد القتل :
فعن ابن مسعود عن النبي قال : أعف الناس قتلة أهل الإيمان . يعني لا يمثلون .
ولكن لما قُتِل حمزة عم النبي يوم أحد ، ومُثِّل بِه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَئِنْ ظَهَرْنا عَلَيْهمْ لَنُمَثِّلَنَّ بِثَلاثِينَ رَجُلا مِنْهُمْ " فلما سمع المسلمون بذلك ، قالوا : والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلنّ بهم مُثْلة لم يمثِّلْها أحدٌ من العرب بأحد قطُّ .. فأنزل الله ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ، ولا تك في ضيق مما يمكرون*) . فقال رسول الله : بل أصبر . لأن طلب الصبر كان بالنسبة إليه على العزيمة ، لقوله تعالى ( واصبر) والأمر إذا أطلق أفاد الوجوب .. أما بالنسبة لبقية المؤمنين ، فقد راعى الله تعالى ضعف حالهم ،  ولم يمنعهم من التمثيل بخصومهم ، وإنما ندبهم إلى ذلك ندبا . فبقي الحكم بالنسبة لعامة المسلمين على الإباحة . فنحن مخيرون في ذلك بين الأمرين : التمثيل بالخصوم كما مثلوا بقتلانا ، أو الصبر والعفو عنهم ...
أيها الإخوة الذين يخالفونني في الرأي :
 أدعوكم دعوة مخلصة إلى قراءة فقه الواقع ، ولو فعلتم لعلمتم أن الواقع الذي نهى فيه النبي عن قتل النساء ، لم تكن فيه النسوة يشاركن في الإجرام ، كما تفعل النساء النصيريات اليوم .. والقاعدة الشرعية تقول : الأحكام العرفية تتبدل بتبدل الأعراف والأزمان .
وأرجو أن تتذكروا أيها الأحباب : إن البوطي لم يحسن قراءة الواقع ، فأخذ النصوص التي تحرم الخروج على الحاكم المسلم ، فنزلها على واقع مخالف تماما ، فاعتبر الخروج على بشار الأسد المارق القاتل الكافر ، كالخروج على الخليفة المسلم العادل عمر بن عبد العزيز ... فأُصِبْنَا منه بمقتل ، لقد أقنعَ البوطي أكثر من مائة ألف من أتباعه في دمشق العاصمة ، بأن ما يفعله الثوار محرم شرعا ، وأن من يموت منهم يموت على معصية ... مما كلفنا عشرات الآلاف من الشهداء ، ولولا هذه المنطق الخشبي ، لكان للسوريين شأن آخر مع هذه العصابة المجرمة ...
أما بعد يا إخوتي:
فهذا رأي رأيته ، واقتراح عرضته ، وأنا غير متقوِّلٍ على الدين فيه . معاذ الله ، أن أقول بقول ليس عليه طابع الكتاب والسنة ، فالنصوص أمامكم ، والوقائع تفسرها ... فلا يزعمنَّ زاعمٌ أن الإسلام يحرم على المسلم أن يعامل عدوه بالمثل ، حاش لله ، فهذا حكم يجافي العدلَ ، والعدلُ جزء من الحق الذي أنزله الله في محكم كتابه ، قال تعالى : ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ) .
ومع ذلك ، فإن كان للسياسيين والعسكريين رأي آخر ، أو كانت الموازنات الدولية لا تسمح لنا باستخدام هذا الحق ، وتمنعنا من معاملة النصيريين بالمثل ، فليس أمامنا إذن إلا أحد حلَّين :
الحل الأول : أن نبقي رقابنا تحت رحمة هذه العصابة ، ونصبر على عمليات القتل والمداهمة والاعتقال والتشريد والاغتصاب والإهانة والإذلال ... ونقتصر في حراكنا على ممارسة الهتاف والتصفيق ، ونقابل الرصاص بصدورنا العارية ، ويقابلنا النظام بوحوشه الضارية ، وتستمر بيننا وبينه المشكلة على هذه الوتيرة إلى ما شاء الله .. ويخذلنا المجتمع الدولي كذلك إلى ما شاء الله .. لأن هذا المجتمع بلا ضمير ولا رحمة ، ولا قيم الإنسانية ، ولا مانع لديه أن يقتل من الشعب أكثر من مليون ، فقد تخلى العالَمُ ذات يوم عن روندا ، في قضية كقضيتنا تماما ، ودفع إلى حرب أهلية بلغ عدد ضحاياها 800 ألف مواطن .
الحل الثاني : أن ننقل المعارك إلى قرى جبال النصيرية ، ونشن عليها حرب عصابات ، على طريقة :( اضرب واهرب ) ونستمر على هذا المنوال ، إلى أن يقتنع النصيريون ، أنه لا بقاء لهم في سوريا إلا بتخليهم عن عائلة بيت الأسد ، والقيام باغتيال هذا الخنزير بشار ، وإنقاذ أنفسهم ، وإنقاذ البلد مما ينتظرها من خراب وموت ودمار . ونظراً لما أعرف من حب هؤلاء القوم للحياة ، وتمسكهم بالبقاء فيها ، أرى أنهم لن يصبروا على الأسد ، فما هي إلا غارة على قرية أو قريتين ، حتى تتغير المواقف ، وتتخلص الطائفة من هذا الرئيس المشؤوم ، وتقوم بقتله ، لتكفر عمليا عن ذنوبها وخطاياها في السير وراءه كل هذه الشهور ، المليئة بالإجرام .***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق