الجمعة، 5 سبتمبر 2014

الأسطول السادس والحديث عن ضربة للأسد :



الأسطول السادس والحديث عن ضربة للأسد :
منذ صباح يوم 21 / آب / 2013 واستيقاظ العالم على أخبار فاجعة الكيمياوي في الغوطة الشرقية قرب دمشق ، وحتى يوم 31/ 8 / 2013 والتصريحات تتوالى ، حول ضربة جوية أمريكية لنظام الأسد .. وما بين مضخم لحجم هذه الضربة ، ومهون من شأنها .. واللافت للنظر أن الخيال شطح لدى الكثيرين ، وكنت واحدا منهم ، فتوقعت أن يقوم أوباما بضربة تسقط الأسد ، وتعيد لأمريكا هيبتها ، التي مرغها الأسد وروسيا بالتراب . وقد ظننا آنذاك أن الضربة سوف تكون على مقدار حجم أمريكا وعظمتها وقوتها .. وقد خمن الكثيرون أن توجه الضربة للحرس الجمهوري ، ولقصور الأسد جميعا ، وكذلك أن يتم تدمير القواعد الصاروخية كلها ، وأن تضرب المطارات العسكرية جميعا ، وأن يستولى على المخزون الكيمياوي ، وعلى ما هنالك من صواريخ يمكن أن تهدد إسرائيل في المستقبل ..
وتحرك الأسطول الأمريكي إلى القرب من الشواطئ السورية على البحر الأبيض المتوسط .. وبدأت البواخر الروسية المتواجدة في طرطوس بالرحيل ، وترحيل الرعايا الروس من سوريا .. وصدرت تصريحات روسية توحي بأن روسيا تنصح بعدم نتوجيه ضربة لنظام الأسد ، ولكنها لن تخوض حربا من أجل سوريا .. وقد فسر هذا التصريح بأن الروس قد تخلوا عن حليفهم الأسد وباعوه ..
في 12/ 9 / 2013 كتبت صحف كثيرة تقول البحرية الأمريكية : الأسطول الأمريكي جاهز لضرب سوريا " بقوة " إذا أمر أوباما بذلك . وقال مابوس الأمين العام للبحرية الأمريكية : " أؤكد لكم أنه إن طلب منا الضرب، سنضرب بقوة، وسنضرب بسرعة". وقد انتشرت أربع مدمرات أميركية مسلحة بصواريخ عابرة في شرق المتوسط استعدادا لتوجيه ضربات محتملة لمعاقبة نظام الأسد المتهم بشن هجوم بأسلحة كيميائية في 21 اغسطس في ضاحية دمشق .. ومن جهة أخرى ما زالت حاملة الطائرات نيميتز متمركزة في البحر الأحمر بمواكبة طراد وثلاث مدمرات مجهزة بصواريخ ..


الأسطول السادس الأمريكي أسقط 3 رؤساء عرب ويستعد للرابع
 
إحدى حاملة طائرات من الأسطول السادس الأمريكي


لقد بدا وكأن الضربة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من بشار ، ولم يعد أحد يشكك في وقوعها ، وإنما صار الحديث يدور حول حجمها ، والغاية منها .. وأغلب الناس توقع نهاية الأسد ، ونهاية نظامه المتفسخ العفن .. ولكن حدثت لعبة دولية من نوع غريب ، حولت الضربة القاصمة إلى لطمة خفيفة ، بل وحولت اللطمة الخفيفة إلى صفقة لتبادل المصالح .. لقد عدلت أمريكا عن الضربة فجأة ، واكتفت بسحب السلاح الكيمياوي من الأسد ، وتم الاتفاق على التخلص منه ، وأن ترجع أمريكا من حيث أتت . وأن لا يمس الأسد بسوء .
 


***







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق