الجمعة، 5 سبتمبر 2014

تخلي المجتمع الدولي عن السوريين :



تخلي المجتمع الدولي عن السوريين :

لقد اطمأن الأسد إلى أن الغرب لن يتدخل لحماية السوريين ، فأوغل في القتل والخراب والتدمير .. واستخدم كل القنابل المحرمة دوليا ، واستخدم الطيران الحربي وأمطر المدن والقرى السورية بوابل من القنابل والصواريخ .. والشعب يصرخ مطالبا المجتمع الدولي بحمايته من هذا الجزار القاتل ..
لقد خرجت مئات المظاهرات في داخل سوريا تطالب بضرب جوية لإسقاط النظام الذي يقتل المدنيين ، أو بحظر جوي يوقف عنهم القصف بالطيران والصواريخ .. أو بممرات آمنة لإيصال الدواء والغذاء ، ومنع القتل بالتجويع حتى الموت .. ولكن المجتمع الدولي لم يلق بالا لصرخات هذا الشعب المنكوب ، فصار الأحرار يطالبون بأسلحة نوعية تسلم للجيش الحر الذي يدافع عنهم ، ويتصدى لجرائم النظام .. ولما بالغ النظام باستخدام القوة المفرطة بالقمع ، انطلق السوريون بمظاهرات حاشدة ، في العديد من الدول الغربية ، مطالبين بوضع حد لهذه الجريمة الكبرى .. وعلى سبيل المثال ، في تاريخ 19 / 3 / 2012 تجمع آلاف المتظاهرين أمام البيت الأبيض مطالبين الإدارة الأمريكية بالتدخل الفوري لوقف مجازر نظام الأسد في سوريا .

مظاهرة أمام البيت الأبيض تطالب بوقف المجازر في سوريا 
19/3/2012
وقال أحد الناشطين السوريين المشاركين في المظاهرة " نريد من العالم أن يبذل المزيد من الجهد ولا يقف مكتوف الأيدي ويُشاهد الشعب السوري وهو يُقتل"، مشيرا إلي أن مكان بشار سيكون في لاهاي ( في إشارة الى المحكمة الجنائية الدولية ) .
 واستمر الحال على هذا المنوال ، مظاهرات في كافة أرجاء سوريا تقابل بالرصاص ، والاعتقالات والسجن والتعذيب .. ثم صارت تهدم البيوت فوق رؤوس المواطنين بالراجمات ، وبالطيران ، وبصواريخ سكود .. وقد رافق ذلك تصريحات .. واجتماعات ، ولقاءات ، لم تسفر عن شيء ، سوى تهديد الأسد بالعقوبات الاقتصادية .. وتحذيره من تجاوز الخطوط الحمراء .. والدعوة إلى اجتماع مجلس الأمن الذي يقف له الفيتو الروسي والفيتو الصيني بالمرصاد .. أو الدعوة إلى اجتماع الجمعية العمومية ، التي ليس لقراراتها القدرة على الإلزام .. أو الدعوة إلى اجتماع أصدقاء سوريا .. الذين لم يقدموا لسوريا خيراً ، ولم يدفعوا عنها شرا ..
لقد فهم الأسد وعصابته أخيرا أن المجتمع الدولي لن يقدم للسوريين أية حماية ، ولن يفرض في سوريا حظرا جويا ، ولا ممرات آمنة ، ولن يفرض على الأسد ونظامه شيئا بالقوة .. ثم صمت الغرب وصمت أوباما ، وطال صمته ، ثم صرح ببعض الخطوط الحمراء ، فتجاوزها الأسد خطا خطا ، ولم يفعل أوباما شيئا .. وأخيرا قال أوباما : السلاح الكيمياوي خط أحمر .. فجرب الأسد تجاوز هذا الخط الأحمر ، فاستخدم الكيمياوي في خان العسل ، وفي مواقع أخرى ، ولكنْ بكميات قليلة ومحدودة .. فلم يفعل أوباما شيئا ، مما جرأ الأسد على ضرب الغوطة الشرقية بالكيمياوي ضربة أليمة ، تجاوز عدد ضحاياها الآلاف ، وكانت مجزرة كبرى ولعلها أكبر مجزرة على الإطلاق في القرن الحادي والعشرين .. 


21 - 8 - 2013 ضحايا الضربة الكيمياوية في الغوطة الشرقية -1

وهنا تعالت أصوات العالم بالنكير على هذه الجريمة الشنعاء . ولم يجد أوباما بدا من فعل شيء ، يحافظ به على ماء وجهه أمام المجتمع الدولي ، فأعلن أن هذه الجريمة لن تمر بدون عقاب ، وقرر توجيه ضربة جوية لنظام الأسد ..

21 - 8 - 2013 ضحايا الضربة الكيمياوية في الغوطة الشرقية -2
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق