الاثنين، 22 سبتمبر 2014

6 - النظام السوري ألغاز وطلاسم

6 - النظام السوري ألغاز وطلاسم  
26/ 11 / 2011
- لا يزال هذا النظام الكاذب ، يرفع شعارات القومية والعروبة ، والوحدة والحرية والاشتراكية ، والممانعة والمقاومة والصمود والتصدي .. ولا يطبق منها شيئا على أرض الواقع ، وإنما يعمل على نقيضها تماماً .لذلك لم يكن له موقفٌ قومي عربي مشرف ، فهو الذي أحبط الوحدة العربية ما بين مصر وسوريا ، وعادى كل أنواع الحرية ، وهو الذي سن استعباد مواطنيه ، فلم يعاملهم إلا كما تُعَامَلُ العبيد . ثم إنه نظام اللصوص ، فهو يسرق شعبه باسم الاشتراكية ، ويحرمه من العيش الكريم .
- وهو فوق ذلك ، نظامٌ غيرُ ممانعٍ ولا مقاوم ، فما خاض معركة وصمد فيها ، ولا تصدى للعدو الإسرائيلي مرة ، إلا وفر هاربا ، متخلياً له عن جزء من التراب السوري الغالي .
- ومع كل هذا ، فإنه نظام سفيهٌ ، لا يَسْلَمُ من لسانه أحدٌ من الدول العربية ، فهو يُعَرِّضُ بعمالة السعودية لأمريكا ، وعَمَالة الكويت لبريطانيا ، ويتهمُ الأردن بالعمالة لإسرائيل ، ويشتمُ مصر ويعيِّرُها باتفاقية " كامب ديفيد " أما العراق فهي عنده أخطر من إسرائيل ، حتى بلغ عداؤه للعراق ، أن صار يكتب على الجواز السوري ، ( يسمح لحامل هذا الجواز بالسفر إلى كافة دول العالم ، ما عدا العراق وإسرائيل ... )
- والحق أنه ما من دولة عربية خرجت عن رغبة هذا النظام الأسدي بشيء ، إلا رماها بأقذع التهم ، ووصمها بأبشع العيوب . علما بأنه مدين لأغلب الدول العربية بفضل كبير ، نذكر منه على سبيل المثال ما يلي :
- في عام 1967 قامت إسرائيلُ بحشد حشودٍ على الحدود السورية ، مما شكَّلَ في حينه تهديدا على أمن سوريا ، فخاطرتْ مصرُ بالقول " إن أي اعتداء على سوريا ، يعتبر اعتداء على مصر " فكلفها هذا التصريح خوضَ حربٍ مع إسرائيل ، لم تكن مستعدةً لها ، مما كلفها هزيمة نكراء بسبب سوريا .
- أما العراق فنحن مدينون لها مرتين ، ففي حرب 1967 قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي دايان : غداً سأتناولُ قهوة الصباح على شُرْفَةِ القصر الجمهوري على سفح قاسيون . فما صده عن ذلك سوى زحف الكتائب العراقية ، فحالت يومها دون سقوط دمشق في أيدي اليهود ...      وفي حرب 1973 وقع خرق في القطاع الشمالي ، وزحفت الدبابات الإسرائيلية ، حتى بلغت ( سعسع ) و ( دير العدس ) وكادت تقطع طريق درعا – دمشق ، لولا وصول القوات العراقية بأعداد تهول الناظرين ، فتصدى الجيش العراقي للجيش الإسرائيلي فرده على أعقابه مذؤوما مدحورا . ولولا وصول الجيش العراقي في الوقت المناسب ، لتغيرت النتائج كثيرا لصالح إسرائيل .
- أما السعودية في هذه المعركة ، فقد كان لها موقفٌ مشرّفٌ مع سوريا ، حيث أرسلتْ جيشاً للوقوف معنا في تلك الأزمة ، ثم قامتْ بقطع البترول عن الدول الغربية ، حتى اضطرت هذه أن تضغط على إسرائيل لصالح سوريا ... وكذلك فعلت المغرب ، فأرسلت تجريدة مقاتلة خاضوا المعركة في حرب 1973 فقتلتْ وأسرتْ كثيراً من اليهود .
- والواقع أنه لم يتخلَّ عن سوريا أي دولة من دول الخليج ، لا في سلم ولا في حرب ... ومع ذلك لم تسلم واحدة منها من سَفَهِ هذا النظام الجاحد للجميل ، فكلُّ مَنْ لم يكن على مزاجه ، وَصَمَهُ بالعمالة والخيانة والتآمر ، وجرَّدَهُ من كل صفات الإنسانية النبيلة .
فتعالوا بنا نستعرض شيئا من مواقف هذا النظام ، لنرى كم هو منافق مفترٍ كذاب ؟؟
= في حرب 1967 احتلَّتْ إسرائيلُ الجبهة السورية ، وضَمَّتْ إليها مرتفعاتِ الجولان السورية . ومرَّ على ذلك أكثر من أربعة وأربعين عاما ، ولم يطالبِ النظامُ السوري إسرائيل بها ، ولا حاربَ لاستردادها . بل إنَّ طيران الاستطلاع الإسرائيلي ما يزال منذ أكثر من أربعة عقود يُحَلّقُ فوق الجبهة السورية ، ويقوم باختراق جدار الصوت أحيانا ، ليستفز الجيش السوري إلى اعتراضه . غير أن حافظ الأسد لم يسمحْ باعتراضه ، ولا الاعتراض عليه في يوم من الأيام ..
= ولما نشبتْ الحربُ بين الفدائيين الفلسطينيين والكتائب ، اتفق حافظ الأسد مع أمريكا على أنْ يدخل لبنانَ ، فيؤدّبَ الفلسطينيين ، ويقف إلى جانب الكتائب ... فدخلها الجيش السوري وقام بارتكاب مجزرة تل الزعتر في عام 1976، التي ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني ، أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال ... فكيف يرفع النظام شعار المقاومة ، ثم يقتل الفلسطينيين بهذه الصورة البشعة .؟؟؟؟؟؟؟؟ 
= ولما قامت الحربُ بين إيران والعراق ، استمرت من 1980 - 1988 كان حافظ الأسد العروبي البعثي ، في صف إيران الإسلامية الفارسية ضد العراق العربي البعثي  . فكيف يُحَلُّ هذا اللغز الأسدي الغامض . ؟؟؟؟؟؟؟
= وفي عام 1990 دعت أمريكا دول التحالف المتعددة الجنسيات لضرب العراق واحتلاله . فأصر حافظ الأسد إلا أن يشارك مع دول التحالف في ضرب العراق ، خدمةً للأمريكان وإسرائيل ... فكانت سوريا خلال هذه الحرب تؤمِّنُ الطيارين الأمريكان الذين يضطرون للقذف من طائراتهم التي تسقط فوق الأراضي السورية ، فتسلمهم للأمريكان معززين مكرمين ... فكيف يزعم نظام الأسد أنه قومي عربي ، ثم يحارب العراق إلى جانب أمريكا وإسرائيل ، ويقدم لهما كل تلك المساعدات في حربهما ضد العراق الشقيق .؟؟؟؟؟
= ومنذ وَعَيْنَا على الدنيا ، ونحنُ نسمع أننا نعادي إسرائيل ، ونعادي أمريكا لأنها تساندها ضد القضايا العربية .. ثم نكتشف فجأة سنة 2000م حين مات حافظ الأسد ، أن وزيرة الخارجية الأمريكية مارغريت أولبرايت اليهودية ، جاءت إلى سوريا للتعزية بوفاة حافظ الأسد ... واللافت للنظر أنها لم تلتق نائب رئيس الجمهورية عبد الحليم خدام آنذاك ، وإنما التقت بشار الأسد ، وَخَلَتْ به أكثر من ساعتين ونصف ، ثم خرجتْ تقول للصحفيين : بشار الأسد يعلمُ ما يجبُ عليه أن يفعل ... لقد أبرمت الوزيرة اليهودية معه الصفقة ، وباركتْ تنصيبه رئيسا لسوريا . لذلك تمت الإجراءات الضرورية لهذه المهمة ، فسرعان ما تم تعديل الدستور ، ليسمح للشاب بشار الأسد أن يكون رئيسا قبل بلوغه سن الأربعين خلافا للدستور السوري قبل التعديل ... ثم مُنِحَ بشارُ رتبة فريق في الجيش ولم يسبق له أن دخل السلك العسكري قط ، كما عُيِّنَ أميناً عاما لحزب البعث القائد في الدولة ، وأُسْنِدَتْ إليه كلُّ الصلاحيات التي كانت لأبيه ، خلال ساعات ...
= ونسأل هنا : كيف يكون نظام الأسد عَدُوّاً لأمريكا وإسرائيل ، ثم تختاره وزيرة الخارجية الأمريكية اليهودية مارغريت أولبريت ، لرئاسة سوريا ، ولا تختار نائب رئيس الجمهورية عبد الحليم خدام ، وهو أولى من بشار ، حسب الواقع الدستوري  .؟؟؟؟؟؟
وهذا الاختيار هو الذي يفسر لنا سر انبطاح الأسد الابن أمام إسرائيل وأمريكا ، والعمل وفق رغباتهم ، دون الخروج عنها قيد أنملة .
= لذلك كانت الطائرات الإسرائيلية تحلّقُ فوق قصر بشار في برج إسلام ، فلا يحرك ساكنا ، ولا يزيد على قول : " نحتفظ بحق الرد " ثم لا يرد .  
= ولما قامت إسرائيل بضرب المفاعل النووي السوري في منطقة دير الزور ، لم يفعل بشار الأسد شيئا ، سوى ترداد مقولته المشهورة : نحتفظ بحق الرد ، ولم يرد ، ولا هم يحزنون .
= والسؤال الذي لا جواب له : كيف يكون نظام الأسد ممانعاً صامدا مقاوماً... مع سكوته عن كل هذه الانتهاكات .؟؟؟؟؟؟ 
هذا السؤال ليس له جواب - فيما أرى - إلا أن نقول : إن النظام السوري ، في عهد آل الأسد أصبح لغزا محيراً، يستعصي على الإجابة ، ولا يقبل الحل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق