الخميس، 4 سبتمبر 2014

الجامعة العربية والثورة السورية - موقف الدول العربية من الثورة السورية

الجامعة العربية والثورة السورية موقف الدول العربية من الثورة السورية :



 لم يكن للدول العربية موقف واضح تجاه ثورة الشعب السوري ، ولم يتخذوا أي قرار لوقف المجازر التي يرتكبها بشار في عمليات قمعه وإبادته على مرأى من العالم ومسمع .. فهناك دول عربية ترى في هذه الثورة خطرا عليها ، وترى أنها تطاول على سيادة الدولة ، ولو قدر لها النجاح ، فقد يسري فكرها الثوري إلى شعوبهم فيثيرها عليهم أيضا ، لهذا يجب من وجهة نظرهم أن تنتهي هذه الثورة بأي شكل كان .. وهناك فريق آخر ينظر إلى النظام السوري على أنه نظام مقاوم ممانع ، وأن هناك مؤامرة غربية تحاك ضده ، ولا ينبغي أن يطاح به تحت أي اعتبار .. وهناك من اختار الوقوف إلى جانب النظام بدافع طائفي .. وهناك من يؤمن بأن الأنظمة هي عدوة الشعوب ، وأنه لا بد من تعاون الحكام على قمعها . وجميعهم مجمع على أنه لا ينبغي لهذه الثورة أن تنتصر انتصارا حاسما ، ولا ينبغي أن يساهم أحد منهم في إسقاط الأسد ، وحسبهم أن يعملوا على إدارة الأزمة دون إنهائها . لعل طول أمد الصراع يكون في صالح الأسد ، فيعيد السوريين إلى حظيرة الطاعة ، وينتهي كابوس الربيع العربي الذي بات يشكل خطرا على الجميع .. وحتى لو كانت الثانية ، وانتصر الشعب على الأسد ، فطول الصراع سوف يضاعف في عدد الضحايا ، ويضاعف في حجم المعاناة ، ويكون مانعا لكل شعب آخر من التفكير بأي ثورة ، لئلا يعاني كما عانى السوريون ، أو يلاقي نفس المصير . وهذا ما يفسر لنا صمت الجامعة العربية على مدى شهور ، ومواقفها الغامضة على مدى شهور أخرى .. ثم إنها لم تقدم للسوريين أخيرا سوى جعجعة من غير طحن ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق