2 - آل الأسد ... أسطورة الكذب والخداع
الرابط : http://syrianrevolution.org/?p=11113
الشعب السوري مُغَيَّبٌ عما جرى له في الماضي ،
مُغَيَّبٌ عما يجري في الواقع ، مُغَيَّبٌ عما يراد به في المستقبل .
لقد قام النظام في عهد النفوذ الأسدي ، بإغراق الشعب
السوري في بحر من الأكاذيب والافتراءات . حتى نشأ جيل من المخدوعين برأس هذا
النظام حافظ الأسد وأبنائه من بعده ، ممن انتهى بهم الخداع إلى التصريح بألوهية
الرجل ، وألوهية أبنائه من بعده .
وليست هذه دعوى تفتقر إلى الدليل ، وإنما هي حقيقة يقوم
على صدقها أكثر من شاهد ودليل . وإليك الأدلة على صدق ما نقول :
1 – رفع النظام الأسدي شعار حزب البعث ، الذي ينادي بالوحدة
والحرية والاشتراكية .. ثم حارب آل الأسد كلا من الوحدة والحرية والاشتراكية .
أما على
صعيد الوحدة : فقد تبنى
حافظ الأسد سياسة التفرقة والتجزئة في الداخل والخارج . فكان عضوا بارزا في اللجنة
العسكرية السرية ، التي خططت لإنهاء عهد الوحدة ، وكان هو من أوائل الموقعين على
قرار انفصال سوريا عن مصر سنة 1961م . وما زال الأسد يحارب كل اتجاه وحدوي ، ويثير
النعرات الطائفية ، ويعمل على إيجاد النزاعات العرقية ، حتى أوقع ما بين عرب
الجزيرة والأكراد . ثم حرم المواطنين الأكراد من أكثر حقوقهم الوطنية ، ليثير بذلك
حنقهم على إخوانهم من المواطنين العرب . بل كان يلاحق كل وحدوي في سوريا ، حتى ملأ
بهم السجون والمعتقلات .
وأما على
صعيد الحرية : فقد كان
حافظ الأسد أول من مارس إرهاب السلطة في سوريا ، فيوم كان قائداً لمطار الضمير ،
كان يعمد إلى تعذيب الضباط من غير طائفته ، فينزلهم إلى أقبية التعذيب هناك ، ثم
يفتح الميكرفونات المكبرة للصوت ، ليسمع أصوات المعذبين كل من في المطار .. واستمر
على هذه الوتيرة ، حتى إذا صار رئيسا للجمهورية ، اتخذ لنفسه سبعة عشر فرعا أمنياً
، وأمرهم أن يحصوا على الناس حركاتهم وسكنتاهم ، وهمسهم وأصواتهم . حتى صار كل
مواطن يخاف من نفسه على نفسه ... وسلبت في عهده الحريات ، فليس هنالك حرية كلمة ،
ولا حرية تصرف ، فكل شيء ممنوع حتى يحصل المواطن على إذن فيه من الأمن الأسدي .
وأما على
صعيد الاشتراكية : فقد ركب
الأسد هذه الموجة ، واستطاع من خلالها أن يسلب الإقطاعيين أراضيهم ، وأعطاها
للفلاحين من العلويين . ثم جعل الاشتراكية محاصصة بينه وبين الشعب ، بنسبة 95% له
، والباقي 5% للشعب بأكمله ، فأخذ البترول والغاز ، وأعطى الشعب الهواء . واستولى
هو وأقرباؤه على الاتصالات والمواصلات ، وعلى التجارة الخارجية والداخلية ، كما
استولى الرجل على مقدرات البلاد الصناعية والغزل والنسيج ، والكهرباء ، والماء .
والدواء وكل مرافق الحياة . حتى ضاقت بنوك العالم بالأموال التي سرقها من هذا
الوطن المعطاء .. ولم يعط الشعب من ذلك كله إلا الفتات .
2 – تظاهر الأسد بالقومية والعروبة ، وهو في الحقيقة يلعب
على الوتر الطائفي ، لذلك رأيناه وهو البعثي العربيّ العلماني ، يعادى العراق
البعثية العربية العلمانية . ويحالف إيرانَ الفارسية الشيعية العلوية ، ولو كان
صادقا لكان حليفا للعراق ضد إيران .
3 – جعل من الطائفية العلوية سلما ، للوصول إلى الحكم
العائلي ، وأن يكون حصرا في عائلة الأسد وحدها ، وذلك برفع شعار ( حافظ الأسد إلى
الأبد ) ثم بتحويل الحكم الجمهوري التداولي ، إلى حكم استبدادي متوارث . وقد كان
لزواج المصلحة ، والمصاهرة بين بيت الأسد وبيت مخلوف، أثر فعال في تحقيق تلك
المآرب الأسدية الطموحة .
4 – رفع حافظ أسد لواء الصمود والتصدي والممانعة .. وهو
أكبر عميل للصهيونية العالمية ، وأكبر حليف لإسرائيل . وشواهد عمالته ما يلي :
& في حرب 6 حزيران
1967م ، قام حافظ الأسد ببيع القنيطرة لإسرائيل ، شريطة أن يحكم سوريا هو وأبناؤه
من بعده , فقد أعلن عن سقوطها قبل أن تحتلها إسرائيل بـ (24) ساعة .
& ثم زعم حافظ
الأسد أنه استرد القنيطرة بالمفاوضات ، وهذا كذب وافتراء ، لأن القنيطرة ما زالت
في المنطقة المنزوعة السلاح ، وممنوع على أهلها أن يعودوا إليها حتى اليوم ... فأي
تحرير هذا .؟!
& تكفل آل الأسد
لليهود بأن لا يطلقوا طلقة واحدة باتجاه إسرائيل ، وأن لا يطالبوا مطالبة جدِّيةً
بالجولان المحتل ، وأن تعمل سوريا باسم الممانعة على استمرار حالة اللَّا حَرْبَ ،
واللَّا سِلْمَ ، إلى أجل غير مسمى ، وذلك نزولا عند رغبة إسرائيل ..ليتسنى لها
الانقضاض على سوريا ، واحتلال المزيد من أراضينا لاحقا عند الحاجة .. وقد وفى آل
الأسد لليهود بكل هذه الوعود .
& ولكيلا يجرؤ
الشعب السوري على مساءلة الخائن عن هذه الخيانات الصارخة ، نهج حافظ أسد نهج
الاستبداد في الحكم ، لئلا يسأل عما يفعل ، ولو تجرأ أحد وسأله ، كان جوابه الموت
...
يفسر هذا ما يجري اليوم في سوريا ، من قيام آل الأسد بشن
حرب ضروس على كل مدن سوريا وقراها ، وبدوها وحضرها ، من عرب وكرد ، وتركمان وآشور
، ومسيحيين ومسلمين . حرب لا هوادة فيها ، أطلقت فيها قذائف على الشعب السوري ،
يكفي لتحرير أرضنا المحتلة من اليهود منذ عشرات السنين .
وليست هذه هي المرة الأولى التي يعتدي فيها آل الأسد على
المواطنين السوريين بقذائف الأسلحة الثقيلة ، فقد فعلوا مثل ذلك بحماة وحلب وجسر
الشغور من قبل في أحداث 1982 م
& تكفل آل الأسد لليهود بحماية الحدود في هضبة الجولان ،
وعدم السماح لأحد بالرماية تجاه إسرائيل ، حتى ولو كانت هذه الرماية بالورود
والرياحين ... فالويل كل الويل لمن تُسَوِّلُ له نفسه إزعاج إسرائيل من الأراضي
السورية . لهذا لم تطلق طلقة واحدة من قبلنا باتجاه إسرائيل منذ أربعين عاما وحتى
اليوم .
& ويبدو أن هنالك
اتفاقا يقضي بأن يقوم آل الأسد بين حين وآخر بقتل عدد معين من الفلسطينيين ، وذلك
كدليل متجدد على استمرار ولائهم لليهود .. وهذا ما يفسر ارتكاب حافظ الأسد مجزرة
تل الزعتر سنة 1976 ، وارتكابه مجزرة أخرى بعدها في مخيم اليرموك بدمشق ، وارتكاب
ابنه بشار الأسد اليوم مجزرةً في مخيم الفلسطينيين بحي الرمل الجنوبي باللاذقية ،
وضربهم برا وبحرا وجوا .. ولو أُحْصِيَ ما قَتَلَهُ آلُ الأسد من الإخوة
الفلسطينيين في فترة حكمهم الأسدي ، لفاق عَدَدُ الضحايا على أيديهم ، ما قتله
منهم اليهود منذ الاحتلال الإسرائيلي وحتى اليوم .
& هذا ، وآل
الأسد مع اليهود أشبه بالحملان الوديعة ، فهم يتلقون الصفعة منهم بعد الصفعة ، ولا
يستنكرون ، ولا يشجبون .. وإنما يقولون في كل مرة : نحتفظ بحق الرد ، ثم لا يردون
:
أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ نعامةٌ : فتخاءُ تهربُ من
صَفِيْرِ الصَّافِرِ
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق