الاثنين، 22 سبتمبر 2014

2 - آل الأسد ... أسطورة الكذب والخداع

2 - آل الأسد ... أسطورة الكذب والخداع 
الشعب السوري مُغَيَّبٌ عما جرى له في الماضي ، مُغَيَّبٌ عما يجري في الواقع ، مُغَيَّبٌ عما يراد به في المستقبل .
لقد قام النظام في عهد النفوذ الأسدي ، بإغراق الشعب السوري في بحر من الأكاذيب والافتراءات . حتى نشأ جيل من المخدوعين برأس هذا النظام حافظ الأسد وأبنائه من بعده ، ممن انتهى بهم الخداع إلى التصريح بألوهية الرجل ، وألوهية أبنائه من بعده .
وليست هذه دعوى تفتقر إلى الدليل ، وإنما هي حقيقة يقوم على صدقها أكثر من شاهد ودليل . وإليك الأدلة على صدق ما نقول :
1 – رفع النظام الأسدي شعار حزب البعث ، الذي ينادي بالوحدة والحرية والاشتراكية .. ثم حارب آل الأسد كلا من الوحدة والحرية والاشتراكية .
أما على صعيد الوحدة : فقد تبنى حافظ الأسد سياسة التفرقة والتجزئة في الداخل والخارج . فكان عضوا بارزا في اللجنة العسكرية السرية ، التي خططت لإنهاء عهد الوحدة ، وكان هو من أوائل الموقعين على قرار انفصال سوريا عن مصر سنة 1961م . وما زال الأسد يحارب كل اتجاه وحدوي ، ويثير النعرات الطائفية ، ويعمل على إيجاد النزاعات العرقية ، حتى أوقع ما بين عرب الجزيرة والأكراد . ثم حرم المواطنين الأكراد من أكثر حقوقهم الوطنية ، ليثير بذلك حنقهم على إخوانهم من المواطنين العرب . بل كان يلاحق كل وحدوي في سوريا ، حتى ملأ بهم السجون والمعتقلات .
وأما على صعيد الحرية : فقد كان حافظ الأسد أول من مارس إرهاب السلطة في سوريا ، فيوم كان قائداً لمطار الضمير ، كان يعمد إلى تعذيب الضباط من غير طائفته ، فينزلهم إلى أقبية التعذيب هناك ، ثم يفتح الميكرفونات المكبرة للصوت ، ليسمع أصوات المعذبين كل من في المطار .. واستمر على هذه الوتيرة ، حتى إذا صار رئيسا للجمهورية ، اتخذ لنفسه سبعة عشر فرعا أمنياً ، وأمرهم أن يحصوا على الناس حركاتهم وسكنتاهم ، وهمسهم وأصواتهم . حتى صار كل مواطن يخاف من نفسه على نفسه ... وسلبت في عهده الحريات ، فليس هنالك حرية كلمة ، ولا حرية تصرف ، فكل شيء ممنوع حتى يحصل المواطن على إذن فيه من الأمن الأسدي .
وأما على صعيد الاشتراكية : فقد ركب الأسد هذه الموجة ، واستطاع من خلالها أن يسلب الإقطاعيين أراضيهم ، وأعطاها للفلاحين من العلويين . ثم جعل الاشتراكية محاصصة بينه وبين الشعب ، بنسبة 95% له ، والباقي 5% للشعب بأكمله ، فأخذ البترول والغاز ، وأعطى الشعب الهواء . واستولى هو وأقرباؤه على الاتصالات والمواصلات ، وعلى التجارة الخارجية والداخلية ، كما استولى الرجل على مقدرات البلاد الصناعية والغزل والنسيج ، والكهرباء ، والماء . والدواء وكل مرافق الحياة . حتى ضاقت بنوك العالم بالأموال التي سرقها من هذا الوطن المعطاء .. ولم يعط الشعب من ذلك كله إلا الفتات .
2 – تظاهر الأسد بالقومية والعروبة ، وهو في الحقيقة يلعب على الوتر الطائفي ، لذلك رأيناه وهو البعثي العربيّ العلماني ، يعادى العراق البعثية العربية العلمانية . ويحالف إيرانَ الفارسية الشيعية العلوية ، ولو كان صادقا لكان حليفا للعراق ضد إيران .
3 – جعل من الطائفية العلوية سلما ، للوصول إلى الحكم العائلي ، وأن يكون حصرا في عائلة الأسد وحدها ، وذلك برفع شعار ( حافظ الأسد إلى الأبد ) ثم بتحويل الحكم الجمهوري التداولي ، إلى حكم استبدادي متوارث . وقد كان لزواج المصلحة ، والمصاهرة بين بيت الأسد وبيت مخلوف، أثر فعال في تحقيق تلك المآرب الأسدية الطموحة .
4 – رفع حافظ أسد لواء الصمود والتصدي والممانعة .. وهو أكبر عميل للصهيونية العالمية ، وأكبر حليف لإسرائيل . وشواهد عمالته ما يلي :
&  في حرب 6 حزيران 1967م ، قام حافظ الأسد ببيع القنيطرة لإسرائيل ، شريطة أن يحكم سوريا هو وأبناؤه من بعده , فقد أعلن عن سقوطها قبل أن تحتلها إسرائيل بـ (24) ساعة .
&  ثم زعم حافظ الأسد أنه استرد القنيطرة بالمفاوضات ، وهذا كذب وافتراء ، لأن القنيطرة ما زالت في المنطقة المنزوعة السلاح ، وممنوع على أهلها أن يعودوا إليها حتى اليوم ... فأي تحرير هذا .؟!
&  تكفل آل الأسد لليهود بأن لا يطلقوا طلقة واحدة باتجاه إسرائيل ، وأن لا يطالبوا مطالبة جدِّيةً بالجولان المحتل ، وأن تعمل سوريا باسم الممانعة على استمرار حالة اللَّا حَرْبَ ، واللَّا سِلْمَ ، إلى أجل غير مسمى ، وذلك نزولا عند رغبة إسرائيل ..ليتسنى لها الانقضاض على سوريا ، واحتلال المزيد من أراضينا لاحقا عند الحاجة .. وقد وفى آل الأسد لليهود بكل هذه الوعود .
&  ولكيلا يجرؤ الشعب السوري على مساءلة الخائن عن هذه الخيانات الصارخة ، نهج حافظ أسد نهج الاستبداد في الحكم ، لئلا يسأل عما يفعل ، ولو تجرأ أحد وسأله ، كان جوابه الموت ...
يفسر هذا ما يجري اليوم في سوريا ، من قيام آل الأسد بشن حرب ضروس على كل مدن سوريا وقراها ، وبدوها وحضرها ، من عرب وكرد ، وتركمان وآشور ، ومسيحيين ومسلمين . حرب لا هوادة فيها ، أطلقت فيها قذائف على الشعب السوري ، يكفي لتحرير أرضنا المحتلة من اليهود منذ عشرات السنين . 
وليست هذه هي المرة الأولى التي يعتدي فيها آل الأسد على المواطنين السوريين بقذائف الأسلحة الثقيلة ، فقد فعلوا مثل ذلك بحماة وحلب وجسر الشغور من قبل في أحداث 1982 م
& تكفل آل الأسد لليهود بحماية الحدود في هضبة الجولان ، وعدم السماح لأحد بالرماية تجاه إسرائيل ، حتى ولو كانت هذه الرماية بالورود والرياحين ... فالويل كل الويل لمن تُسَوِّلُ له نفسه إزعاج إسرائيل من الأراضي السورية . لهذا لم تطلق طلقة واحدة من قبلنا باتجاه إسرائيل منذ أربعين عاما وحتى اليوم .
&  ويبدو أن هنالك اتفاقا يقضي بأن يقوم آل الأسد بين حين وآخر بقتل عدد معين من الفلسطينيين ، وذلك كدليل متجدد على استمرار ولائهم لليهود .. وهذا ما يفسر ارتكاب حافظ الأسد مجزرة تل الزعتر سنة 1976 ، وارتكابه مجزرة أخرى بعدها في مخيم اليرموك بدمشق ، وارتكاب ابنه بشار الأسد اليوم مجزرةً في مخيم الفلسطينيين بحي الرمل الجنوبي باللاذقية ، وضربهم برا وبحرا وجوا .. ولو أُحْصِيَ ما قَتَلَهُ آلُ الأسد من الإخوة الفلسطينيين في فترة حكمهم الأسدي ، لفاق عَدَدُ الضحايا على أيديهم ، ما قتله منهم اليهود منذ الاحتلال الإسرائيلي وحتى اليوم .
&  هذا ، وآل الأسد مع اليهود أشبه بالحملان الوديعة ، فهم يتلقون الصفعة منهم بعد الصفعة ، ولا يستنكرون ، ولا يشجبون .. وإنما يقولون في كل مرة : نحتفظ بحق الرد ، ثم لا يردون :
أسدٌ عليَّ وفي الحروبِ نعامةٌ  :  فتخاءُ تهربُ من صَفِيْرِ الصَّافِرِ

***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق