الاثنين، 22 سبتمبر 2014

7 - الرد على مقال [ خطيئة حافظ الأسد الكبرى ]

الرابط : http://syrianrevolution.org/?p=16530
  29 / 11 / 2011
هذا الجهازُ الذي يُسَمَّى ( الكمبيوتر ) والذي يُسْتَخْدَمُ اليومَ على نطاقٍ واسعٍ ، فَتُدَارُ به المؤسساتُ ، وتُسَيَّرُ الشركات ، ويَسْتَعِينُ به الدارسون والدارسات .. يَعْتَرِيهِ المرضُ أحياناً ، ويُقعدُهُ عن العمل .
فقد أُصِيبَ جهازي بفيروسٍ ، أغلقَ دوني كلَّ أبوابه ونوافذه ، ووضَعَ عليها سبعةَ أقفال … فَحِيْلَ بيني وبينَ متابعةِ صفحةِ الثورة ، والمشاركةِ فيها لأكثرَ من أسبوع .
ثم شفاه الله ، فوجدتُنِي مسبوقاً بِكَمٍّ هائلٍ منَ الموضوعات ، ووجدتُ أنَّ الإقبالَ على هذه الصفحة قد تضاعف ، وأنَّ الإخوةَ قد أتحفونا بمقالاتٍ تستحقُّ الإعجابَ والتقدير .
واستوقفني مقالٌ بعنوان [ خطيئة حافظ الأسد الكبرى ] لم يحالف الكاتبَ فيه الصوابُ في أكثر ما قال ، حتى خُيِّلَ إليَّ أني واهمٌ في فهم كلامه … فأعدتُ النظرَ فيه مَرّةً بعدَ مرّةٍ . ورأيتُ كأنَّ الواجبَ الأخويَّ يُحتّمُ عليَّ مناقشةَ الكاتبِ في النقاطِ التالية من مقاله :
أولا : أحسستُ بعد قراءتي للمقال مراتٍ ، كأنَّ الكاتبَ قد بالغَ في تقييمِ حافظِ الأسد ، وأولاهُ أهمية فوق قدره … وفات الكاتب أنَّ ممدوحه عميلٌ غربيٌّ ، وأن هنالك أجهزةً أمنيّةً خارجيّة ، تتكفّلُ بتقديم النصائح له عند مفترق الطرق ، وتُوجّهُهُ إلى حيث يُرَادُ له أنْ يتوجَّهَ ، ثم تَعْمَدُ هذه الأجهزةُ الأمنيةُ إلى تغطيةِ خياناته بتلميع إعلامي ماكر ، حتى خُدِعَ به العالم عقودا ، وظهرَ معه وكأنَّ الأسدَ هو رجلُ المواقف ، وصاحبُ الإبداعات .. وهو في حقيقةِ الأمرِ ( ثَوْرُ الله في برسيمِهِ ) .
ثانيا : ومما أراد الكاتب أن يقنع به القارئ ، هو أنَّ باسلَ الأسدِ كان يمكنُ أنْ يكونَ رجلَ الساعة ، وعبقريَّ العصر ، والرئيسَ الفَذَّ ، وأنَّ والده قد أحسنَ إعداده وتهيئتَهُ لمنصب الرئاسة ، على أدقِّ المقاييس ، وأفضلِ الاعتبارات … وفاتَ الكاتبَ أن يعلم أنَّ أبناء هؤلاء الذين كنا نسميهم رؤساءَ ، هم حفنةٌ من الزعران ، وحُثَالةٌ من البشر ، تربَّوا على موائدِ الكَذِبِ والخيانةِ والعَمَالةِ واحتقارِ الشعوب . وأنَّ باسلَ الأسد كان أسقط هذه الحثالة من أبناء الرؤساء ، ولكنْ بَذَلَ أبوه جُهداً كبيراً في تحسين صورته البشعة لدى السوريين ، فكالَ له الإعلامُ السوري الكاذب الرتب والألقاب جزافاً من غير حساب ، حتى صارت لديه ألقابٌ لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى ، فهو : ” المهندسُ الرائدُ الركنُ المظليُّ الطيارُ الفارسُ الذهبيُّ ” وهي في الحقيقة ألقابٌ جوفاءُ لصنمٍ أجوف ، كان يُهَيَّأُ ليكونَ خَلَفاً لأبيه الصَّنمِ الأكبر على حُكْمِ سوريا ، فحالَ القَدَرُ الحكيمُ دون ذلك ، وتعَجَّلَ بهلاكه ، وأراح السوريين من إجرامه … ولو قُدِّرَ له – لا سمح الله – أن يرثَ الحُكْمَ من أبيه ، لَتَرَحَّمْنَا اليوم على بشار .
ثالثا : أما ما تناولَ به الكاتبُ كلاً من الأميرة ( هيا ) سليلة البيت الهاشمي ، وبشرى ابنة المقبور حافظ الأسد .. فهذه – في نظري – زلّةٌ قاتلةٌ ، ما زلنا نعيبُ على الشبيحة الأسدية مثلَهَا وأقلَّ منها ، كما أننا لا نُقِرُّ ولن نقرَّ أيَّ أخٍ على التفوُّهِ بأمثالها .. لذلك أرجو من إدارةِ المجلة أنْ تقومَ مشكورة ًبحذفِ ما يَخُصُّ الأميرةَ ( هيا ) من إساءة . ولا نَنْسَ أنَّ مملكةَ الأردنِّ حكومة وشعباً تقفُ اليومَ مع ثورتنا المباركة قلبا وقالباً ، وأنَّ جلالةَ الملك عبد الله الثاني قد أدلى منذ أسبوعين بتصريح مُشَرِّفٍ ، وأنَّ ما يسوءُ الأردن يسوؤنا … فلماذا إذنْ يَعْمَدُ أحدُنا إلى عينِ نَفْسِهِ فيقتلعها بيده .!؟
رابعاً : قال الأخ الكاتب [ خانت الحكمة الأسد الأب ، كان أولى به بعد وفاة باسل، أن يورث كرسيه إلى محمد مخلوف ، السياسي المحنك الداهية ، أخ زوجته أنيسة ، لو فعل حافظ ذلك ، لما وصلت سوريا إلى ما هي به اليوم ] .
وإذا كانت الزلَّةُ السابقةُ قاتلةً ، فهذه الزلَّةُ رِدّةٌ وطنيةٌ تستوجب التوبة .!؟ فحافظُ الوحشِ لم يكنْ حكيماً قَطُّ ، وإنما كان مجرماً وَحَسْبُ . كما أنَّ كرسيَّ الرئاسةِ السورية لم يكنْ مُلْكَاً له ولا لأبيه ، فهو من حقِّ الشرفاء من السوريين ، ثم إنه لم يجلسْ على هذا الكرسيِّ بانتخابٍ نزيه ، وإنما اغتصبه اغتصاباً ، وكان عليه أن يردَّ الحقَّ إلى نصابه ، فإذا أبى أنْ يفعلَ ذلك فليرحلْ مِنْ هذه الدنيا ، ولا يُوَرِّثْ كرسيَّ حُكْمٍ مُغْتَصَبٍ لأحدٍ من بعده . لا لولدِه ولا لغيرِ وَلَدِهِ ..
وهنا أعودُ فأنكرُ بمنتهى القَهْرِ والغَيْظِ على ترشيحِ الكاتبِ للمدعو
( محمد مخلوف ) لخلافة حافظ الأسد .!؟ فقد زعم كاتبنا – هداه الله – أنَّ الحكمةَ قد خانت الأسد الأب حين لم يستخلفِ ابن خاله على كرسي الرئاسة من بعده .!؟
يا سبحان الله .! وهل هي مزرعةٌ قد ملكها حافظ الأسد بصكٍّ شرعي ، فصارَ له الحقُّ في استخلافِ مَنْ شاءَ عليها .؟؟ وهل عَقِمَتْ أمهاتُ السوريين أنْ يَلِدْنَ رئيساً يحكمُهُمْ إلّا مِنْ آل الأسد أو أقرباء الأسد ؟؟
أيها الأخ الكريم ، إن كنتَ لا تَعلَمُ ، فأرجو أنْ تعلمَ أنّ هؤلاء الذين ترشحهم أنت لهذا المنصب الخطير ، لا يصلحون في نظرنا إلا لرعي الحمير .. ولن أتعجل فأظنَّ بك السوءَ ، حيث جعلت [ خطيئة حافظ الأسد الكبرى ] أنه لم يستخلف على كرسي الرئاسة ابن خاله … وإنما أحب أن أقول لك ولكل من يرى رأيك : والله الذي لا إله غيره ، لو لم يَبْقَ في سوريا غيري وغيرُ هؤلاء الذين رشحتهم لرئاسة سوريا ، لقاتلتُهم وحدي حتى أمنَعَهُمْ منْ هذا الأمر أو أُقْتَلَ دُوْنَهُ .
اصحوا يا ناس ، استيقظوا يا بشر ، أوَ بَعْدَ كلِّ هذا الإجرام الأسدي الذي مضى عليه الآن تسعةُ أشهر ، يكونُ مِنْ بيننا مَنْ يزعمُ أنَّ خطيئة الأسد الكبرى هي عدم استخلافه لابن خاله على كرسي الرئاسة السورية من بعده .؟؟ فأيةُ غفلةٍ هذه ؟؟ بل أي كفرٍ أكبر في هذا التصور نفسه ؟؟ إن تخطئة الكاتب للأسد في ذلك هو الخطيئة عينها .!
وإذا لم يَعْلَمْ صاحبُ هذا المقالِ للأسدِ خطيئة إلا هذه ، فليسمح لي أنْ أذكِّرَهُ ببعض خطايا الأسد التي لا تعد ولا تحصى ، والتي تُحَتّمُ على الشرفاء لعنه مدى الحياة … الأسدُ يا صديقي شيطانُ هذا العصر ، ودَجّالُهُ الأكبرُ ، وطاغوتُه الأكْفَرُ .. قَتَلَ من المدنيين في حماةَ في الثمانينيات أكثرَ من خمسين ألفا ، وقَتَلَ منْ النُّخَبِ في حلبَ الشهباءِ أكثرَ منْ رُبعِ مليون .. ذكرَ ذلك طلاس في كتابه ( ثلاثة شهور هزت سوريا ) . والأسدُ هو الذي باع الجولان ، وقتل إخواننا الفلسطينيين في تل الزعتر بلبنان ، وأفسدَ الجيش السوري الذي يقوم بقتلنا الآن .. والأسدُ لصٌّ أيضاً ، فقد ظلَّ يسرق البترول والغاز السوري هو وأولاده الذين رباهم على اللصوصية مثله على مدى أربعين سنة .. وهو مَنْ أفقرَ الشعبَ السوريَّ واستعبده وأذله ، في الوقت الذي نَشَرَ فيه الأصنام لنفسه في كل أرجاء سوريا ، وجلبَ لها أشهرَ النحاتين ، وصرفَ عليها مئات الملايين .. والأسدُ هو الذي احتقر السوريين فأراد أن يكونَ كرسيُّ الرئاسة حكرا عليه وعلى أبنائه من بعده …
هذه بعض الخطايا الكبرى للأسد المقبور … ولعل آخرها استخلافه لولده المعتوهِ الحاقدِ بَشّار ، وليس تخطِّيه للمخلوف بكبرى خطاياه ، فليست سوريا مزرعة له ، حتى يكون له توريثُها مِنْ بَعْدِه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق