13 - نريدها حربا طائفية ضد النصيرية ، وإن كره الجبناء
28 / 5 / 2012
ولما هاجر المسلمون إلى المدينة ، وتكفل الأوس
والخزرج بحمايتهم من أي اعتداء عليهم بين ظهرانيهم ، جن جنون قريش ، وهموا بقتل
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنجاه الله منهم ، ولحق بأصحابه الذين أمرهم أن
يسبقوه إلى المدينة . فانتقموا من أولئك المهاجرين فاحتلوا دورهم ومساكنهم ،
ونهبوا ما فيها من اثاث ورياش ، وعاثوا فيها فسادا ، وهذا ظلم صارخ ، وقد سبقه ظلم
أشد منه بعشرات المرات ، فقد سلبهم المشركون حرية الاعتقاد ، ومنعوهم من الإيمان
بالله ورسوله .. فلما خالفوهم ، واختاروا عبادة الله وحده ، ونبذ عبادة الأوثان ،
أنزلوا فيهم أشد أنواع العذاب ، ثم فرضوا عليهم حصارا ظالما ، فألجؤوهم إلى شعب بني
هاشم ، ومنعوا الناس أن يبايعوهم أو يشاروهم ، وامتنعوا عن تزويجهم أو التزوج منهم
، ومنعوا عنهم الطعام ، حتى أكلوا أوراق الشجر ، وجلود الحيوان ، ودام هذا الحصار
أربع سنوات . حتى اضطر المسلمون أخيراً إلى الفرار بدينهم ، والهجرة من مكة إلى
المدينة . فنزل قوله تعالى : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ
ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) وأذن الله للمسلمين
بالدفاع عن أنفسهم ، وأباح لهم قتال عدوهم ، لدفع الظلم والعدوان .
ولئلا يكون هنالك تعسف في استعمال الحق ، أنزل
الله عددا من الآيات ، التي تنظم عملية الجهاد في سبيل الله ، وتنأى به عن الظلم
والعدوان .
من هذه الآيات : قوله تعالى : " وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ
يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ
"
ومنها " الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ
الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ
عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ
أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ "
ومنها : " وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ
فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
"
ومن مجموع النصوص القرآنية في الجهاد ، يتضح أن
الجهاد إنما شرع لدفع الظلم ، وإيقاف المعتدي عند حده ، من غير تجاوز للحد الذي
يقتضيه العدل والإنصاف ، وهذا يعني أننا لا نكون مخطئين إن قاتلنا من قاتلنا ، وسالمنا
من سالمنا ، وينبغي أن نكافئ المعتدى بمثل عدوانه ، دون زيادة ولا نقصان .
ولو أننا نزلنا هذه النصوص القرآنية على واقعنا
مع هذه العصابة الحاكمة ، التي تعيث في سوريا الفساد ، وتقتل من فيها وما فيها ،
من إنسان وحيوان وشجر وجماد ... لو نزلنا هذه النصوص على الحال التي نحن فيها
اليوم ، لعلمنا أن الله قد أذن لنا بعد هذا الظلم الصارخ ، بالدفاع عن أنفسنا ،
وأذن لنا أن نقاتل هذه العصابة ، ونعتدي عليها كما تعتدي علينا . بأن نهاجم
معسكراتهم ، ودوائرهم ، ونواديهم ، وقراهم ... ونقطع أشجارهم ، ونقتل أبناءهم
ونساءهم وذراريهم ، وأن نهدم عليهم بيوتهم ، ونحرق محالهم ... ونقاتلهم بنفس الطرق
التي يقاتلوننا بها ، ونكيد لهم كما يكيدون لنا ... هذا حكم الله ، وحكمه العدل ،
وشرعه الحق ، وهديه الرشاد .. فلا يتهمنا أحد بعد اليوم بالتطرف ، ولا بالأصولية ،
ولا بالإرهاب .. وما حصل بالحولة منذ أول أمس ، ممكن أن يحصل مثله في كل حي من
مدينة ، وكل قرية من ريف ...
وها هو العالم يرى عبر أقماره الفضائية ، كيف
تُقصَفُ سوريا من أقصاها إلى أقصاها بالمدفعية الثقيلة ، والدبابات ، والمروحيات ،
والرشاشات ، والصواريخ ... إن العالم يرى ذلك كله منذ 15 شهراً ، ويتعامى عما يقع
، فتارة يشجب ، وتارة يستنكر ، وثالثة يقول على الأسد أن يرحل ، ورابعة يرسل بعثة
مراقبين ، وخامسة يجتمع في مجلس الأمن ، وسادسة تجتمع وفوده في منظمة الأمم
المتحدة ، وسابعة يجتمعون في الجمعية العمومية ... ولم يوقفوا عمليات القتل الممنهج
حتى الآن ، وما زالت تمارس علينا الإبادة الجماعية ، والقصف العشوائي ، حتى تجاوز
عدد الضحايا كل الحسابات ، وقفز الرقم إلى ما يقارب 120 ألف شهيد ، لم يوثَّقُ
منهم سوى سدس العدد ، أي عشرون ألفا فقط . وهنالك ضعف هذا العدد من المعوقين ،
وهنالك جرحى بمئات الآلاف ، وهنالك أكثر من مليونين من المشردين داخل سوريا
وخارجها ... والمجتمع الدولي لم ينزع الشرعية الدولية عن هؤلاء القتلة ، وما زال
يعاملهم على أنهم دولة ، لها سفراؤها في عواصمهم ، ولهم سفراء لديها ، وهذا يعني
أنهم في الإجرام سواء ، وأن هذه الدول جميعها أعداء ..!!
لا تنتظروا من المجتمع الدولي أن يرحمكم ، أو
يقول كلمة حق لصالحكم ، أو يذرف دمعة واحدة عليكم ، ولو فنيتم عن آخركم ...
ووالله لو غيرنا استرتيجيتنا ، وهاجمنا القرى
النصيرية ، وأوقعنا فيهم قتلا وإبادة وحرقا ، لتغيرت المعادلة .. ولاضطر هؤلاء
النصيريون إلى تصفية عائلة بيت الأسد بأيديهم ، ولأراحونا من شرهم ، لئلا يبادوا
هم معهم .
إن هذه العصابة يا سادة :
لن تتوقف عن قتلنا وقتل أطفالنا وشبابنا وانتهاك
أعرضنا .. ما لم نهاجمهم في عقر دارهم ... فليكن ذلك ، مهما كانت التضحيات ... لا
تقولوا بعد اليوم : طائفة كريمة ، فكلما كرَّمتموهم زادوا لؤما وظلما وإجراما :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته : وإن أنت أكرمت
اللئيم تمردا
أسالكم بالله يا من تظهرون على القنوات ، وتزعمون
أن النصيرية فيهم الشرفاء ... هل رأيتم مظاهرة نصيرية واحدة ، خرجت في قرية من
قراهم تندد بالنظام ؟؟ هل قصفت لهم قرية ، هل مورست عليهم سياسة القمع والتجويع
والترويع .. كما تمارس علينا .؟؟
وها هي ذي أحياؤهم في مدن الساحل ، تعيش في رغد
وأمان كامل ، لم يقطع عنهم الماء ولا الغاز ولا المازوت ولا الكهرباء ... وها هي
أحياؤهم في مدن الساحل لم يمسسها سوء ، فحي الرمل الشمالي في اللاذقية ، وحي
القصور في بانياس ، أسواقهم عامرة ، ومؤنهم وافرة .. بينما بقية أحياء السنة في
اللاذقية وبانياس ، بلا ماء ولا غاز ولا كهرباء ، وكل يوم تداهمهم قطعان الشبيحة ،
فيعتقلون أبناء السنة ويسجنونهم ويقتلونهم ... فماذا يمكن أن يسمي كل هذا التمييز
؟ لماذا تمارس علينا الطائفية بأبشع أشكالها ، ويطلب منا التكذيب بها وإنكار
وجودها .
لذلك نرجو من كل من يظهر على القنوات أن يبدل
لهجته ، ويتوقف عن النفاق .. فنحن نقتل طائفيا ، ونباد طائفيا .. ووالله لو بقينا
عشر سنوات نداريهم ، فلن يتوقفوا عن قتلنا وإبادتنا .. هذا هو الحق الذي نطالب
بكتمانه ، وعدم التصريح به بين الناس ..
أما بعد :
فأختم حديثي بقوله تعالى : ( فَمَنِ اعْتَدَى
عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) وأدعوا إلى
إيقاف التظاهر ، وإعلان الحرب الطائفية التي يريدونها ، وأن نقتل كل شبيح يهاجمنا
في بيوتنا ، سنيا كان أو علويا، حتى يتمايز الناس ، ويظهر كل واحد على حقيقته ..
وعندها لن يبقى أحد من أبنائنا في الجيش ، ولن يتمكن نصيري أن يدخل مدننا وأحياءنا
وقرانا ، وإذا تجرأ وفعلها ، كان مصيره الموت ...
أنا أعلم أنه سيقول قائل ، لو فعلنا هذا أطلنا
عمر النظام .. ونحن نقول لهؤلاء : لا بأس ، فإننا لا نريد أن يسقط النظام ، ليبق
كما يشاء ، ونحن سنقتله كما نشاء ، لن ندعهم يستقرون لا في دوائرهم ، ولا في
مكاتبهم ، ولا في قطعاتهم العسكرية .. سنقطع عليهم الطرقات ، ونهاجمهم في عقر دارهم
، حتى يرحلوا عنا إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم ...
فلا يتفاصح علينا المتحدثون على الشاشات، ولا
يحذرونا من الحرب الطائفية ، لأنه لا خلاص لنا من هذا النظام اللعين إلا بها .
وسواء أسالمنا النظام أم حاربناه ، فإنه لن يسالمنا وسيحاول قتلنا :
وإذا لم يكن من الموت
بد :
فمن العجز أن تموت جبانا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق