الجمعة، 5 سبتمبر 2014

المجتمع الدولي والثورة السورية - إسرائيل مع الأسد حتى النخاع :

المجتمع الدولي والثورة السورية :


إسرائيل مع الأسد حتى النخاع :
كانت إسرائيل في بداية الثورة تلازم الصمت ، لئلا تكشف القناع عن أهم وأخلص عملائها في المنطقة ، والحقيقة أن إسرائيل كانت في هذه الثورة بين شقي رحى ، فهي من ناحية ، لا تستطيع الموافقة على إسقاط بشار الأسد ، خوفا من البديل المجهول ، الذي قد يقض مضاجعها في المستقبل ، ويحرمها من الأمان الذي كانت تنعم به في ظل حكم بيت الأسد الخونة العملاء .. وهي من ناحية ثانية ، لا تستطيع التصريح بوقوفها علانية معه ، لئلا تحرج بقية عملائها من العرب ، الذين سوف يجدون أنفسهم واقفين في خندق واحد مع إسرائيل .. لهذا آثرت إسرائيل السكوت ..
وفي 18 / 8 / 2011 حدث تصعيد غير مسبوق في مواقف الدول الغربية من الاحتجاجات ، فبعد خمسة شهور من الاكتفاء بإدانة القمع والدعوة إلى الإصلاحات أعلنت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوربي وكندا والولايات المتحدة الأمريكية في وقت واحد أن على الرئيس السوري بشار الأسد التنحي فورا بعد أن « فقد شرعيته بالكامل » .
وهنا خافت إسرائيل من أن ينهج الغرب مع الأسد نهجهم مع القذافي ، وخافت أن يقوم الناتو بإسقاطه بالقوة على غرار ما فعل بالقذافي، فلذلك قام رئيس الوزراء الإسرائيلي " نتن ياهو " بجولة عالمية مر فيها بكافة الدول صاحبة القرار " أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين " وقد انقلب الموقف الدولي بعد جولة نتن ياهو رأسا على عقب .. فما لبثت أن خفتت أصوات المسؤولين الغربيين ، وتغيرت لهجتهم ، وصارت تميل إلى اللين .. أو بشكل أكثر دقة ، صارت لهجة الغرب مطمئنة لبشار الأسد والعصابة الحاكمة ، بأنه ليس هنالك تفكير باستخدام القوة لإسقاط النظام . وأن الغرب مؤمن بالحل السلمي عن طريق الحوار ..
ولكي نكون على قناعة تامة بأن إسرائيل حليفة قوية لبشار الأسد ، وليس من مصلحتها سقوطه ، يحسن أن نطلع على مقال لرئيس الموساد الإسرائيلي "Foreign Affairs بعنوان "رجل إسرائيل في دمشق" المنشور على موقع مجلة الشئون الخارجية يقول فيه: إنه ليس من مصلحة "إسرائيل" التعجيل بسقوط "بشار الأسد ؟ الذي لعب دورًا محوريًّا هو ووالده في الحفاظ على أمن الحدود لمدة 40 عامًا ..
وقالت جريدة هاآرتس الإسرائيلية في تقرير لها نشر بعنوان " الأسد ملك إسرائيل " إن حالة من القلق تنتاب الأوساط الإسرائيلية من احتمال سقوط نظام بشار الأسد بدمشق، مضيفة أن الكثيرين في تل أبيب يصلون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 رغم "شعاراته" المستمرة وعدائه "الظاهر" لها. .. 
وقالت الجريدة : إن الإسرائيليين بلا استثناء يحبون الحكام العرب الطغاة والديكتاتوريين ، لكن أكثر ديكتاتور أحبه الإسرائيليون كان حافظ الأسد الرئيس السوري السابق ، لكن حينما توفي الأب وورث نجله الحكم القمعي بدمشق انتقلت محبة الديكتاتور الأب للطاغية الابن في قلوب الإسرائيليين .. ثم ختمت الجريدة تقريرها بالقول : إن الإسرائيليين يرون أن الأسد الإبن مثله مثل الأب محبوب لهم ، ويستحق لقب " ملك إسرائيل "  ... وهذا الكلام واضح لا يحتاج إلى تفسير .!! فلينظر الذين يؤيدون بشار إلى حجم العار الذي يلاحقهم بوقوفهم معه .!! فإسرائيل يا سادة لا تتمنى سقوط بشار .. وحرصها على بقائه أشد من حرص إيران .. فهو رجل اجمع على حبه المجوس واليهود .. فيا له من مقاوم ممانع مدافع مقارع  ..!! ويا لغباء المغرورين به .!!
وزيادة في تأكيد المعلومة ، نلفت انتباه المغرورين بمقاومة حافظ وابنه بشار بالصورة التالية :

نقلا من صحيفة لوفيغارو الفرنسية المصورة عام 1982

انظر جيدا إلى هؤلاء الجنود ، فهم ليسوا نصيريين ، ولا شبيحة ، إنهم جنود إسرائيليون ، يرفعون صورة حافظ تقديرا لموافقته على اجتياح إسرائيل لبنان سنة 1982 وارتكابها مجازر في حق الفلسطينيين بمخيمات صبرا وشاتيلا .. ثم دخل شارون يومها بيروت وتم طرد الفلسطينيين منها نهائيا .. ولنا أن نتساءل : هل سترفع إسرائيل صورة بشار غدا ، تقديرا لما أزهق من أرواح السوريين .؟؟ قد تفعل شيئا من هذا إذا بقي بشار الوحش ..فالعشق بين عائلته وبين إسرائيل قديم وراسخ . فتبا للمخدوعين بمقاومتهم وممانعتهم حتى الآن .!!!!!!
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق