ثورة تونس
أبو عزيزي وتفجر ثورة الربيع العربي
في تونس
[17 / 12 / 2010 ] – [14 / 1 / 2011 ]
معظم النار من مستصغر الشرر
من كان يظن أن الربيع العربي ، ستنطلق شرارته من حادثة انتحار ، يقوم
بها شاب تونسي فقير الحال ، يدعى " محمد البوعزيزي " من مواليد [ 29 / 4
/ 1984 ] كان يلتقط لقمة عيشه ببيع الخضار
والفواكه ، على ظهر عربة خشبية بثلاث عجلات ، ليطعم أسرته المكونة من 9 أشخاص ،
أمه وعمه العاجز وست أخوات .؟؟
لم ينتحر هذا الشاب متسخطا على الأقدار ، وإنما انتحر احتجاجا على
الظلم والقهر الذي كان يتعرض له كل يوم ، أثناء مزاولته عمله الذي يتكسب من خلاله
، ويؤمن لقمة عيشه وعيش أسرته .
الشهيد محمد بوعزيزي صورته وهو يحترق
محمد بوعزيزي ، لم ينتحر لأول إهانة تعرض لها ، وإنما انتحر عند آخر
إهانة كانت على يد شرطية ، قامت بحجز بضاعته ، وميزانه .. ولما ألح عليها بالرجاء
أن لا تفعل ، صفعته على وجهه قائلة له :
( ارحل ) .. ولما يئس بوعزيزي من استجابتها لطلبه ، أجابها هو لطلبها ، فقرر أن يرحل .. يرحل من الدنيا ، ويدعها للظالمين الذين لا يرحمون الفقراء ، ولا يحسون بآلام البائسين .. قرر الرجل أن يحرق نفسه أمام مبنى البلدية ، التي تحاربه في رزقه ، وتحجز له وسيلة رزقه الوحيدة .. لكونها تمثل في نظر البلدية خروجا على النظام العام ، وإساءة لسمعة تونس المتحضرة .!! يا سبحان الله ، وماذا يفعل الفقير الذي لا يملك وسيلة لرزقه سوى عربة بسيطة وميزان .؟ أيسرق أم ينهب أم يمد يده للسؤال .؟ ولئن فعل شيئا من ذلك فالسجن مصيره ، وأبوابه مشرعة للمجرمين من أمثاله ...
( ارحل ) .. ولما يئس بوعزيزي من استجابتها لطلبه ، أجابها هو لطلبها ، فقرر أن يرحل .. يرحل من الدنيا ، ويدعها للظالمين الذين لا يرحمون الفقراء ، ولا يحسون بآلام البائسين .. قرر الرجل أن يحرق نفسه أمام مبنى البلدية ، التي تحاربه في رزقه ، وتحجز له وسيلة رزقه الوحيدة .. لكونها تمثل في نظر البلدية خروجا على النظام العام ، وإساءة لسمعة تونس المتحضرة .!! يا سبحان الله ، وماذا يفعل الفقير الذي لا يملك وسيلة لرزقه سوى عربة بسيطة وميزان .؟ أيسرق أم ينهب أم يمد يده للسؤال .؟ ولئن فعل شيئا من ذلك فالسجن مصيره ، وأبوابه مشرعة للمجرمين من أمثاله ...
إذن ، غلّقت في وجه بوعزيزي الأبواب ، ولم يعد لديه إلا أن يرحل ..
يرحل إلى حيث لا يتعرض لمن يحاربه في رزقه ، ويمنعه من حقه ، ويحاول أن يدفعه دفعا
إلى التسول أو الإجرام .. لقد قرر أن يرحل ، وآثر الموت حرقا بالنار .. ولا ركوب
العار .
ففي 17 / 12 / 2010 وقف بو عزيزي أمام ساحة البلدية في سيدي بو زيد ،
وسكب على نفسه شيئا من مادة ( التنر ) السريعة الاشتعال . وولع في نفسه النار ..
ولكنه لم يمت في الحال ، وإنما ظل يعاني 18 يوما ، ثم أسلم الروح إلى باريها ..
رحمه الله ..
ولكن موت " محمد بو عزيزي " لم يمر مرور الكرام ، وإنما أثار
الشارع التونسي ، الذي ما زال شبابه يهتف ويردد كلمة ( ارحل ) التي قالتها الشرطية
لصاحبهم ، وتسببت برحيله من الحياة .. ما زال الشباب التونسي يردد ( ارحل .. ارحل
) حتى رحل بها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من قصره ، ونزع نزعا من حمكه ..
ولم يكن أحد في تونس يخيل إليه أن هذا الدكتاتور الجبار ، كان يمكن أن يرحل ..!!!
صورة من إحدى المظاهرات بتونس
لقد اشتدت وتيرة المظاهرات في كل المدن التونسية ، وخرج مئات الآلاف
منددين بالبطالة والفساد داخل نظام الحكم ، وتوسعت الاحتجاجات ، وازدادت شدتها حتى
وصلت إلى المباني الحكومية ، مما أجبر الرئيس " زين العابدين بن علي " على التنحي عن السلطة ، ومغادرة البلاد بشكل مفاجئ ، بحماية أمنية ليبية إلى السعودية ،
يوم الجمعة 14 / 1 / 2011 .. ولا يعرف من خبره شيء
حتى الآن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق