الخميس، 30 أبريل 2015

208 - حكاية جوازات سفر السوريين من طق طق .. إلى السلام عليكم :

208 - حكاية جوازات سفر السوريين من طق طق .. إلى السلام عليكم :
بقلم : ابو ياسر السوري
30 / 4 / 2015
==========



1 – كل شيء في سوريا ، لا يتم إلا بطلوع الروح .. ولا بد لأي وثيقة من مرورها على 17 فرعا أمنيا ، للتأكد من أن طالب الوثيقة ليس حوله شيء ما يمنع من منحه تلك الوثيقة .. وأعقد الوثائق على الإطلاق جواز السفر .. فهي تمنحه حق التنقل من بلد لآخر ، الأمر الذي يجعله يتمتع ببعض الحرية خارج بلده .. ولئلا يتسبب ذلك في فساد أخلاق المواطن ، ويتعود على شيء من الحرية ، فقد كان استصدار الجواز دونه خرط القتاد ..
2 – وفي تاريخ 23 / 11 / 2012 صدرت تعليمات بتسهيل أمر استصدار جوازات سورية تجاوبا من النظام مع مبادرة الشيخ أحمد معاذ الخطيب رئيس الائتلاف في حينها.
3 – وفي تاريخ 24 / 6 / 2014 أصدر بشار توجيها لمكتب الأمن الوطني بإلغاء عملية منح وتجديد جوازات سفر السوريين خارج سوريا من دون أخذ موافقة الجهات الأمنية بدمشق . فأبطل بذلك التسهيلات التي أعطيت للسوريين بناء على مبادرة معاذ الخطيب .
4 – وعد سفير الائتلاف في قطر السوريين أكثر من مرة ، بحل معضلة جوازات السفر . ثم لم يتمكن من الوفاء بوعوده ، فتظل المشكلة عالقة من غير حل ..
5 – ولما تفاقمت هذه المشكلة، وكثرت شكاوى السوريين بخصوص جواز السفر
، اقترح مجلس الجامعة العربية حلا لمشكلة جوازات السوريين ، بأن تقبل هذه الجوازات دون النظر إلى انتهاء صلاحيتها ، كحل مؤقت .. وجرى تنسيق بين الجامعة العربية وعدد من دول الاتحاد الأوربي بهذا الخصوص . وأوشكت المشكلة على الحل ..
6 – وفي تاريخ 21 / 4 / 2015 صدر مرسوم يسمح لكل السوريين الذين غادروا البلاد بطرق مشروعة أو غير مشروعة الحصول على جواز سفر أو تمديده أو تجديده من دمشق . من دون الرجوع إلى مديرية الهجرة والجوازات في دمشق .
وفي تعميم عن الخارجية السورية إلى جميع بعثاتها في الخارج ، حددت بموجبه رسم منح جواز السفر للسوريين ومن في حكمهم خارج البلاد بـ 400 دولار أمريكي أو ما يعادله باليورو ..
كما حددت رسم تجديد الجواز بـ 200 دولار أمريكي أو ما يعادله باليورو ..
وبناء عليه سيتم سحب الجوازات المزورة وسوف يصدر بدلا عنها جوازات جديدة ..
التعليق على هذا المرسوم الأخير:

طبعا ، كل مغترب سمع بهذا المرسوم شعر بشيء من الارتياح ، لأنه صار بإمكانه الحصول على جواز سفر يتنقل به في أرض الله حيث يشاء ، ويمكنه من الإقامة بشكل نظامي في أية دولة ، ويستطيع تسجيل المواليد الجدد من أبنائه .. و.. و.. ولكنْ ألا يسأل السوري نفسه : لماذا تتفجر مشاعر الرحمة من قلب هذا النظام ، ويقدم له كل هذه التسهيلات ، للحصول على جواز سفر للسوريين الذين يقتلهم .؟؟
لقد عودنا النظام أنه لا يمكن أن يقدم خدمة بدون مقابل . وعودنا على أن لا يقوم بأي إجراء إلا وفق ما يحقق له مصلحة ، ويمكن له في إحكام القبضة على أعناق السوريين .. فلنبحث إذن عن الأسباب الحقيقية من وراء هذا الإجراء .؟ ولنناقش القضية بالنقاط التالية :
أولا : مما لا شك فيه ، أن الغاية الأولى من قيام النظام بهذه الخطوة ، هي الحصول على المال ، بعدما توقفت إيران عن إمداده بالمال دون مقابل .. حتى اضطر النظام إلى رهن وبيع عقارات واسعة في دمشق لإيران ، مقابل القروض التي تقدمها له منذ 4 سنوات وحتى الآن ..
خصوصا وأن ما لا يقل عن 5 مليون سوري الآن هم بحاجة إلى جواز سفر ، ولو ضربنا هذا العدد بـ 400 دولار للجواز الواحد ، فسوف يكون الناتج = 2 مليار دولار أمريكي.. سوف تكون موردا قويا للنظام المجرم ، وسوف تمكنه من البقاء جاثما على صدورنا لفترة أطول ...
ثانيا : لقد أراد النظام القيام بخطوة استباقية ، ليقطع الطريق على الجامعة العربية ، ودول الاتحاد الأوربي ، لئلا يتمكنوا من القيام بأي إجراء يخرج السوريين من قمقم النظام ..
ثالثا : بهذه الخطوة استطاع النظام أن يظهر بمظهر الديمقراطي أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، وأظهر أنه يقدم الخدمات الضرورية لمواطنيه حتى المعارضين منهم .. والثائرين عليه بغرض إسقاطه ..
رابعا : سوف يكون بإمكان النظام معرفة اسماء الهاربين من جحيمه ، والتعرف على مكان إقامة كل واحد من معارضيه .. واستغلال ذلك كله في شد يديه على خناقنا ، والتضييق علينا في الداخل والخارج ..
خامسا : هذا المرسوم غاية في استغلال الشعب المغترب ، فبينما كان إصدار الجواز 200 دولا لمدة 6 سنوات .. صار 400 دولار لمدة 2 سنة فقط .. وبينما كان التجديد مجانا ، صار الآن بـ 200 دولار .. وكان يمكن سابقا ضم الأولاد إلى جواز أحد الأبوين .. فصار الآن لكل طفل جواز مستقل .. فمن كان لديه زوجة وخمسة أولاد مثلا ، كان عليه أن يدفع 2800 دولار رسوم 7 جوازات .. عن سنتين فقط ..
سادسا : الحصول على الجواز من حق المواطن ، والأصل أنه يجب أن يحصل عليه بدون مقابل .. ولكن دولة العصابة أبت إلا أن تجعل منه وسيلة لاستغلال المواطنين ، والكتم على أنفاسهم ..
سابعا : ونحن السوريين حيال هذا الأمر بين نارين ، إما أن نحصل على الجواز وندفع للنظام ثمن الرصاص الذي ما زال يوجهه إلى رؤوس أهلنا وذوينا .. وإما أن نمتنع عن ذلك ، ونبقى بدون جواز ، فلا نتمكن من الإقامة في أي دولة بدون إثبات ، وتتعطل كل مصالحنا .
أليس في السكوت عن هذا الأمر عار على الدول العربية .؟ وعار على الائتلاف الوطني .؟ وعار على المجتمع الدولي والأمم المتحدة .؟؟ إي والله إنه لعار عليهم جميعا .. فلو أرادوا لوجدوا ألف حل وحل لهذه المشكلة . وما من قاعدة إلا ويمكن أن يكون لها استثناء . فلماذا يعامل السوريون بكل هذه القسوة .؟ لماذا يسمح لهذا النظام أن يتجاوز في ظلمنا كل الخطوط الحمراء .؟ لماذا لا يراعى لنا حق كسائر الشعوب ؟؟ ألسنا بشراً .؟ ألسنا من سكان هذا الكوكب .؟
ثامنا : هنالك من يقول لك " من يأكل العصي ليس كمن يعدها " ويذكر لك ألف مبرر ومبرر للدفع والحصول على الجواز .. ولكن ألا ينبغي أن نقول لأنفسنا : لو لم يكن هذا النظام في حالة انهيار مادي لما خطا هذه الخطوة .. ولو صبرنا على المعاناة قليلا ، وامتنعنا عن مده بالمال ، فعسى أن يعجز عن دفع الرواتب لشبيحته التي تحاربنا ، ومرتزقته الذين استأجرهم لقتلنا ..
يا إخوتنا المغتربين .. إن إخوانكم في الداخل ، يصبرون على الحصار ، والجوع ، والبرد ، وهم صامدون .. أفلا نصبر نحن قليلا عن هذا الجواز ، فلعل الله يجيء بالفرج العاجل .؟؟
ثقوا تماما أن هذا النظام لا يؤتمن جانبه ، فقد يعلن بعد أشهر عن تغيير الجوازات ، ويبطل القديمة منها ، ويطالبنا بجواز جديد .. ويعود إلى ابتزازنا من جديد .. بل قد يقوم باعتقال بعض المعارضين، ويرحلهم إلى سوريا لإعدامهم ... اللهم إليك المشتكى وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك يا ... رب .. يا .. الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق