42 - أين داعش من قوله
تعالى : ادع إلى سبيل ربك بالحكمة :
أبو ياسر السوري
8 / 11 / 2014
عقلاء الأمة وقفوا ضد التطرف الفكري ، ولم يتفقوا مع التنظيمات
الإسلامية التي تنادي بإسقاط الأنظمة بالقوة ، واستلام الحكم منها قبل أن يعدوا
العدة الكافية الغرض ..
لهذا كان الرأي الأرشد ، أن تقوم الشعوب العربية بكافة أطيافها ،
بثورات الربيع العربي السلمية ، دون أن تصطبغ بصبغة دينية ، أو مذهبية ، أو عنصرية
قومية .. وأن ترفع شعار الحرية
والديمقراطية . لئلا يتداعى العالم الصليبي واليهودي والمجوسي إلى محاربتها ،
ومساندة الأنظمة الديكتاتورية التي تريد إسقاطها ..
ولكن الإخوة الإسلاميين استعجلوا ، فنادوا بخلافة على منهاج النبوة
، قبل أن يستعدوا لها ، ويهيئوا لإقامتها وحمايتها من التآمر الدولي .. فوقع
المحظور ، وانبرى لهم العالم ، ورماهم عن ظهر قوس واحدة ، وتحالفت الدول الكبرى
على حربهم وإبادتهم . بل قامت شياطين السياسة العالمية وأبالسة الاستخبارات ، بدس
المخربين التكفيريين بين الإسلاميين ، فاخترعوا لهم تنظيم داعش الذي يتبنى فكر
الخوارج .. والذي كان أشد وطأة على السوريين من النظام النصيري نفسه .. وبالفعل
نجحت بذلك مؤامرة المتآمرين ، فها هم الدواعش بصلفهم وحمقهم ، ينفرون الناس من كل
شيء إسلامي . ولئن استمروا يتصرفون على هذه الوتيرة الغبية ، فقد يدفعون الناس
بذلك إلى الردة عن الإسلام فعلا ، وأخشى ما نخشاه أن يعودوا إلى أحضان النظام
النصيري المجرم من جديد ... فهنالك أمران ينشد أول ما ينشد عنهما الإنسان في حياته
: الرغيف والأمان .. وعلى أساسهما يكون ولاؤه وبراؤه ، لذلك لفت القرآن انتباهنا
إلى هذه الحقيقة لئلا نغفل عنها ، قال تعالى ( فليعبدوا رب هذا البيت * الذي
أطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف * ) .. فماذا قدمت داعش للسوريين سوى قتل شبابهم ،
وسبي نسائهم ، وأخذ أموالهم ، واحتلال دورهم ومزارعهم .؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق