الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

52 - إن الله يحب معالي الأمور ..

52 - إن الله يحب معالي الأمور ..
للشيخ : محمد الغزالي رحمه الله ..
أهداني رجل طيب سبحة فاخرة لأختم بها الصلوات، فتقبلتها منه شاكرًا ثم عدت إلى بيتي وأهديتها إلى حفيدة لي.
وبعد أيام قال لي الرجل: لم أرك تستخدم السبحة المهداة !
فقلت له: إنني أقدّر جميلك، ولكن الأذكار المطلوبة في أعقاب الصلوات لا تستغرق غير دقيقتين أو ثلاث فأوثر استخدام أصابعي، ولا حاجة إلى جهاز إحصاء !.
ولقيني شاب يرقب هذه القصة الطريفة فقال لي : لماذا لم تقل له إن السبحة بدعة ؟
فأجبت: لأنه لم يتخذها قانونا ملزما، ولست ممن يشتغلون بالتوافه !

قال لي: وما رأيك في ختم القرآن بجملة "صدق الله العظيم" ؟
قلت: أدعو لصاحبها أن يكون صادقاً في ترديدها !
قال: لا أفهم ما تعني !
قلت: كان المؤمنون في الأمور المهمة أو الشُؤون التي تبغتهم يقولون ذلك، ﴿وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ الله وَرَسُولُهُ﴾. الأحزاب: 22.
وفي موضع آخر: ﴿قُلْ صَدَقَ الله ...﴾ وأرجو أن يكون القارئ شاعراً بروعة القرآن وجلال هداه و قوة إعجازه فيقول الكلمة من قلبه !
فقال: ليس هناك أمر بها.
قلت: ولا نهي عنها !!
قال: إنك تستهين بالبدع.
قلت: بل أزدري الاشتغال بالتوافه !.. إن الرجل الذي تطنُّ حوله ذبابة فيطلب النجدة لمواجهتها رجل أحمق، ومثل هذا يفرّ إذا هاجمه غراب !
واستتليت أقول وأنا غاضب: في عّالَم تآمر كبراؤه على اغتيال ضعفائه، وجهّالُه على وأد علمائه، وعَجَزَتُه على اغتصاب أزِمَّته وامتلاك قيادته تريد شغلي بهذا الغثاء الذي ملأ أذهانكم ؟!

إن ساسة العالم أحكموا خطتهم لخنق الإسلام ونسف ركائز الإيمان، وقد توغَّلوا في أرض الإسلام يبغون الإجهاز عليه، وأنتم على شفا الهلاك تريدون شغل الأمة بخلاف فقهي في فروع العبادة أو خلاف لفظي في فهم كلمة ؟!
ما أنتم ؟ إنكم ذرية الخوارج في هذا الزمان الهازل !
أين معاقد الإيمان وفضائل الأخلاق وعزائم الأمور ؟ أين أولوا الألباب ؟ إنني أنصح الدعاة والمربِّين مذكراً بالحديث "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق