148 - النظام جاد في تقسيم سوريا .. وداعش إحدى أوراقه للتقسيم
الرابط : http://www.syria2011.net/t87090-topic
الرابط : http://www.syria2011.net/t87090-topic
9 / 2 / 2015
بقلم : ابو ياسر السوري
========================
تقسيم
سوريا كانتونات صغيرة ، هو طوق النجاة الذي يعفي العصابة الحاكمة من
الحساب ، ويمنحها الإفلات من العقوبة . وهم يعدون له منذ أكثر من أربعين
سنة وحتى اللحظة الحاضرة . ولكنهم يتكتمون على هذا الأمر ، ويظهرون خلاف ما
يبطنون .
وعمليا
استطاع النظام الطائفي بعد الثورة ، أن يقنع بقية الطوائف بوجهة نظره .
فأقنع الأكراد بأنه يمكنهم الحصول على دولة كردية في شمال سوريا . وما زال
يعمل على إقناع الدروز بذلك وكاد أن يقنعهم . أما المسيحيون فقد بقي النظام
حريصا قبل الثورة وبعدها على أن لا يضيق عليهم ، ولا يمسهم بسوء ، ليشعرهم
بأنهم في أمان ما داموا في أحضانه . ولكن النظام لم يتساهل مع الأقلية
التركمانية تساهله مع المسيحيين ، وإنما اتبع معهم سياسة القمع والتهميش ،
وذلك لثلاثة أسباب رئيسية :
أولهــــا : لأن الإخوة التركمان هم من أبناء السنة ..
أولهــــا : لأن الإخوة التركمان هم من أبناء السنة ..
وثانيها : لأنهم لا يفكرون كالأكراد بإنشاء دويلة تركمانية لهم ..
وثالثها
: لأن غالبية الإخوة التركمان يقيمون في شمال غرب الساحل السوري بين القرى
النصيرية .. وهذا السبب وحده كاف لأن يجعل النظام عدوا للتركمان ، كارها
لهم . ولهذا السبب نفسه ، نجد النظام النصيري يهادن أكراد شمال شرق سوريا ،
البعيدين عن دولته التي ينوي إقامتها عند الحاجة ، ويعادي أكراد منطقة
سلمى لأنهم يقيمون في جبال الساحل بين ظهراني النصيريين .. والنظام يخطط
لغايته هذه ، متبعا سياسة العصا والجزرة .. فهو يصفي كل زعيم طائفة يقف حجر
عثرة في طريق مشروعه التقسيمي ..
وهذا
ما يفسر لنا سبب اغتيال الزعيم الكردي " مشعل تمو" رحمه الله . الذي كان
يرى أن على الكرد الانخراط في الثورة السورية حتى إسقاط النظام ، وأن لا
تثار مطالب الكرد إلا بعد سقوطه ، وأن لا يفكر الكرد بعد نيل حقوقهم
بالانسلاخ عن سوريا .. وهذا موقف نبيل ، كان جزاء صاحبه أن يرسل إليه من
يغتاله بعدد من الرصاصات في صدره ..
ولنفس
السبب اغتيل شيخ العقل أحمد سليمان الهجري في السويداء ، لأن ماهر الأسد
طالبه بالظهور على شاشة التلفزيون الرسمي ، والتصريح بتأييد النظام ، فرفض
ذلك .. فأرسل إليه ماهر الأسد سيارة عسكرية ، صعدت على رصيف الشارع ،
وصدمته عمداً وهو في طريقه إلى منزله ، ففارق الحياة ... وجاء المفتي حسون
فأبَّنه بكلمة منمقة ، مليئة بالنفاق والزندقة .. وهكذا قتلوا القتيل ومشوا
في جنازته .
وعلى
العموم ، يمكن القول بأن النظام الطائفي ، نجح في الضحك على ذقون أغلب
الطوائف الأخرى ، واستطاع كسب ولاء بعضهم .. وتحييد الباقين ، بشكل أو بآخر
..
ومن
المؤسف حقا ، أن المعارضة لم تدرك مخططات النظام . ولم تشأ أن تقر
بممارساته الطائفية . وما كان أحدنا يذكر الطائفية عرضا إلا ويتحتم عليه أن
يستغفر من هذا الذنب سبعين مرة . فقد روضنا النظام على أن يحكمنا طائفيا ،
ويقتلنا طائفيا ، ويفقرنا طائفيا ، ويذلنا طائفيا ، ويقسم الوطن على هواه
طائفيا .. ويمارس الطائفية قياما وقعودا وعلى جنبه ، ويتمسك بها بكلتا يديه
، ويعض عليها بنواجذه وسائر أسنانه .. والويل كل الويل، لأي سني مسحوق
تفوه بلفظة "الطائفية " أو جري ذكرها منه على لسان .
استطاع
النظام إسكات الساحل السوري ، بعدد من المجازر الأليمة في قرية البيضة
وبانياس وقرى الحفة وقرى سلمى .. وساد الهدوء بعد ذلك في الشريط الساحلي من
مدينة " كسب" شمالا ، إلى " تل كلخ " وحمص والقصير ومنطقة القلمون ..
والنبك ودير عطية ودمشق جنوبا .. وقام بتغيير التركيبة السكانية في حمص ،
فطرد منها سكانها ، واستقدم إليها ألاف العائلات الإيرانية ، ليحطوا عصا
الترحال فيها ..
والآن
سأتكلم بوضوح أكثر ، ودون مواربة .. فأقول : إن احتلال داعش للبوكمال
والرقة ودير الزور ، كان بمباركة إيرانية نصيرية إسرائيلية .. ليقوم هذا
التنظيم المتطرف والمخترق ، بقتل أبناء السنة في هذه المدن ، أو ترحيلهم
إلى تركيا والعراق .. ثم يجري تسليم المنطقة الداعشية ، إلى الدولة
النصيرية طوعا أو كرها ، لتتصل حدودها بحدود المنطقة الشيعية العراقية ،
البصرة وما والاها من مواطن الشيعة جنوب العراق ..
لقد
بات هذا الأمر واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار، إن داعش عميلة للشيطان ،
وهي تفعل اليوم في سوريا كما فعلت بالعراق من قبل . تحارب أبناء السنة
باسم الإسلام ، فتنتزع منهم المناطق التي حرروها من النظام بدمائهم الذكية ،
ثم تقمع أبناء هذه المناطق ، وتجردهم من السلاح ، وتكفرهم بالإسلام .. ثم
تعيد تسليم المناطق التي بأيديها إلى النظام الطائفي حليف إيران المجوسية
.. للعودة بالمنطقة العربية ، إلى ما هو أسوأ من العهد الكسروي قبل الإسلام
..
فداعش
ورقة من أوراق تقسيم سوريا ، مهمتها مشاركة النظام في قمع الثورة ، ثم
الدفع باتجاه تقسيم سوريا إلى كنتونات صغيرة متناحرة .. يكون فيها أبناء
السنة الأضعف اقتصاديا ومدنيا وعسكريا .. ويكون للنصيرية دويلة تحميهم من
أية مساءلة قانونية ، وتعفيهم من تبعات كل ما ارتكبوه من جرائم ضد
الإنسانية في سوريا . ثم يتحقق بذلك لإسرائيل فترة أمان قادمة ، لا تقل عن
مائة عام .
تقسيم
سوريا يا سادة .. بات على كل لسان .. إلا على لسان السوريين .. وخطوات
قيام الدويلة النصيرية تنفذ أمام أعيننا .. ونحن نتحاشى الحديث في التقسيم ،
ونستبعده ، ونسخر ممن يتحدث فيه ، أو يحذر منه قبل وقوع الفاس في الراس ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق