الجمعة، 13 فبراير 2015

153 - رسالة إلى المجلس الإسلامي السوري في إسطنبول

153 - رسالة إلى المجلس الإسلامي السوري في إسطنبول
ردا على بيانه " نصرة الغوطة "
بقلم : ابو ياسر السوري
13 / 2 / 2015 
==========
ما قيمة هذه الكلمات الباردة ، الصادرة من اللسان ، والتي لم تتجاوز الآذان .؟ من الذي صاغ لكم هذا البيان البارد ، الذي لم يؤتَ حظا من السداد في معناه ، ولا نصيبا من الجودة في مبناه .؟ ولست أدري لماذا تخيلت وأنا أقرؤه ، وكأني أرى رجلاً جيء له بولده مقلوعَ العينين ، محطومَ اليدين والرجلين ، مشدوخ الرأس ، مكسور الجمجمة ، مغروزا بطعنات من خنجر في صدره وظهره ، تسيل الدماء من كافة أركانه .. فما كان من والده ، إذ رآه سوى الحسبلة والحوقلة والترجيع .. والعتب على الآخرين لعدم وقوفهم مع ولده .!! ولست أدري لماذا يعتب على غيره وينسى نفسه.؟ وما الذي فعله هو لولده غير الخذلان .؟
تلكم هي صورة المشهد ، فدوما يا سادة محاصرة منذ سنوات ولا أحد يتكلم .؟ دوما تحارب بالكيماوي وتباد بكل أنواع القنابل والصواريخ المحرمة دوليا ، وتقتل بالحصار الخانق ، والتجويع المميت ، وتهدم مبانيها ببراميل الموت فوق رؤوس المدنيين العزل ...
أستغفر الله .. ليست دوما وحدها التي تباد وتهدم فوق رؤوس أهليها . فسوريا كلها تتعرض للدمار والحصار والتجويع والإبادة .؟ فما أصاب دوما أصاب كل المدن المحيطة بدمشق في الغوطتين الشرقية والغربية ، بل ما أصاب دوما قد أصاب كل قرية وكل بلدة وكل مدينة وكل شبر في سوريا من أقصاها إلى أقصاها .. من درعا جنوبا .. إلى حلب شمالا .. إلى دير الزور والبو كمال شرقا .. لم يسلم حجر ولا شجر ولا حيوان ولا إنسان .. ولا مسجد ولا كنيسة ولا دير ولا سهل زراعي ولا غابة . إجرام يطال كل شيء من حولنا ، وعلماؤنا مشغولون بتشكيل المجالس الإسلامية ، ورابطات العلماء ، ومراكز الدعوة ، ومراكز الإغاثة .. والمؤتمرات ، وإلقاء المحاضرات ، والوعظ والإرشاد ، والخوض في كل قضية ، إلا قضية الجهاد الواجب لإسقاط فرعون سوريا ، الذي طغى في البلاد ، وأكثر فيها الفساد .!!
يا أعضاء المجلس الإسلامي في أسطنبول ، إن الذي فعلتموه وما زلتم تفعلونه حتى الآن ، لا يحرر وطنا ، ولا يسقط طاغية .. وإنما هو ضرب من صرف الوجوه عن طريق الخلاص من هذا النظام الظالم الغاشم .. إنكم تتشاغلون عن واجب الوقت بترهات لا تقدم ولا تؤخر .. لذلك فأنتم مسؤولون أمام الله وأمام الناس ضمنا ، وبنسبة 50% عما نزل بالسوريين من خراب ودمار وتشريد وكرب وجهد ومعاناة وفساد ..
ألستم علماء الأمة .؟ أما بلغكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ناط شطر المسؤولية عن صلاح الأمة أو فسادها بكم حين قال عليه الصلاة والسلام : " صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس ، وإذا فسدا فسد الناس ، العلماء والأمراء ."
واسمحوا لنا أن نوجه إليكم بخصوص بيانكم هذا بعض الأسئلة :
أولا :
لماذا تناشدون قادة الأمة في العالمين العربي والإسلامي لنجدتنا ، وأنتم ترون طيرانهم يشارك في محاربتنا باسم " الحرب على داعش والإرهاب " .؟؟ وللإيضاح نقول : نحن هنا لا ندافع عن داعش ، فداعش البغدادي ، ونظام العصابة الأسدية ، هما في الجريمة سواء . تلك حقيقة أقر بها أهل الأرض جميعا إلا أنتم ، يا علماءنا الأفاضل ، فلم تروا من داعش ما رآه الناس ، وما زلتم – بكل أسف - منشغلين بالتكييف الفقهي حول داعش ، فمن قائل منكم : إنهم بغاة .. ومن قائل : إنهم خوارج .. ومن قائل : إنهم دولة خلافة على منهاج النبوة .. ولم تعلموا بعد ، أن داعش تنظيم مخترق ، تقوده مجموعة من ضباط الباسيج الإيراني ، ومخابرات الأسد النصيري ، وضباط الموساد الإسرائيلي ..
ثانيا :
لماذا يا سادتنا الأفاضل ، تدعون أبناء الغوطة إلى جمع الكلمة ورص الصفوف .. وتُعرِّضون بفرقتهم ، مع أنهم يد واحدة .؟ ثم لماذا تدقون إسفينا بين المجاهدين في الغوطة وبين الحاضنة الشعبية .. إن المجاهدين في الغوطة هم أبناؤها .. وإن حاضنتهم الشعبية هم أهلوهم وذووهم .. ولن يتصرف الثوار إلا وفق ما يحقق لأهليهم الخير ..
كان من حق الثوار عليكم يا سادة ، أن تكونوا أنتم بينهم ، بل في مقدمة صفوفهم ، تأسّياً برسول صلى الله عليه وسلم . قال عليٌّ رضي الله عنه " كنا إذا حمي الوطيس واحمرت الحدق نتقي برسول الله ، فلهو أقربنا إلى العدو . كان صلى الله عليه وسلم يوم حنين حين فر عنه الناس يتقدم باتجاه العدو .. ويقول :
[ أنا النبي لا كذب  :  أنا ابن عبد المطلب ] ..
ثالثا :
كان المنتظر منكم ردا على هذه الغارات الجوية على دوما ، أن تعلنوا النفير العام .. وأن ترموا بكل المقررات الدولية وراء ظهوركم .. وأن تنفضوا أكفكم من كل أسباب البشر ، وتتعلقوا برب البشر .. فقد خذلتنا الدول الكبرى والصغرى ، وأسلمونا للجزار بشار النصيري ، ولملالي المجوس في إيران .. وهما عدوان يحاولان محو هويتنا الإسلامية ، بل يحاولان محونا من الوجود إن استطاعوا .. أفلا يحتم ذلك علينا أن ندعو للنفير العام في مثل هذه الظروف العصيبة .؟؟ أو ما كان الأجدر بنا أن ندعو للجهاد المقدس ، وننادي " يا خيل الله اركبي " نطلقها صرخة مدوية ،عبر القنوات التلفزيونية ، ومن خلال كل وسائل التواصل الاجتماعي المسموعة والمقروءة والمرئية .؟؟
يا أعضاء المجلس الإسلامي السوري في إسطنبول .. اتقوا الله فينا وفي أنفسكم . وشاركونا في قتال هذا الطاغوت .. فإنه إذا انتهى منا ، ابتدأ بكم بعدنا على الأثر . وعندها تتذكرون المثل العربي القائل " أكلت يوم أكل الثور الأبيض . "وعندها ستندمون " ولات حين مندم " .
=======================


بيان المجلس الإسلامي " نصرة الغوطة "



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق