الأربعاء، 18 فبراير 2015

156 - يا مشايخ الإسلام أفتوا بأن قتل الأسرى أحب إلى الله من المفاداة بهم

156 - يا مشايخ الإسلام أفتوا بأن قتل الأسرى أحب إلى الله من المفاداة بهم
17 / 2 / 2015
بقلم : أبو ياسر السوري
==========
والله لا أرغب في شتم من يفتي بغير علم .. وهو أحق بالشتم .. ومما أفتى به المفتون ، دون معرفة بروح التشريع الإسلامي . والظرف الذي قيلت فيه النصوص ..  مسألتان :

1 - الإحسان إلى الأسرى
2 - والمفاداة بهم مطلقا
وهذا خطأ محض .. لأن أحكام الأسرى مبنية على عرف كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. وما بني على عرف يتغير بتغير ذلك العرف ..
كان العرف العام في زمنه صلى الله عليه وسلم أن لا يستقوي أحد على الأسير .. لأنه صار عاجزا ، وكانت الشهامة العربية تقضي بالإحسان إليه ، وعدم تعذيبه ، وعدم إذلاله .. لذلك جاءت الأحاديث النبوية توصي بالأسرى خيرا .. وتأمر بالإحسان إليهم الأسرى عملا بالعرف العام في ذلك الزمن ..
ولكن هذا العرف تغير الآن .. فصار أسرانا يعذبون حتى الموت . ويذلون قبل موتهم بالاغتصاب وبتقطيع أطرافهم . وبقلع أعينهم . وبكيهم بالنار في مواطن عديدة من أجسادهم .. هكذا يفعلون بأسرانا .. ويجيء من يفتي بالإحسان للأسير .. ولم يعلم أن الحكم المبني على عرف ، يتغير بتغير ذلك العرف ..
فيا علماء الأمة افهموا دينكم جيدا قبل أن تفتوا .. قولوا للمجاهدين : إن قتل الأسرى في حال ضعف المسلمين أحب إلى الله من إبقائهم على قيد الحياة ..
قولوا للمجاهدين إن الله عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم حين أبقى على الأسرى يوم بدر ، وقبل الفداء منهم .. فقال تعالى في سورة الأنفال : مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية : (وَإِنَّمَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَرِّفُهُ أَنَّ قَتْلَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ أَسْرَهُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ ثُمَّ فَادَى بِهِمْ كَانَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ أَخْذِ الْفِدْيَةِ مِنْهُمْ وَإِطْلاَقِهِمْ ) .
هذه هي الفتوى .. وما عداها هو الجهل .. ورجاؤنا أن يتوقف الجهلة عن الفتيا .. فقد تحول بهذه الثورة كل الناس إلى مفتين .. الدكتور والمهندس والحانوتي والتاجر والحرامي والأمي الذي لا يستطيع فك الحرف .. كلهم صاروا من أهل الفتيا ..
فاقتلوا الأسرى ولا تبقوا على حياتهم .. اقتلوهم فقتلهم أشفى للصدور ، وأحب إلى الله سبحانه . لا تقولوا نفادي بهم ، ونحرر بهم بعض اسرانا .. فالقتل أولى من المفاداة .. والحمد لله رب العالمين .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق